محمد بن فهد العمران
خلال الأسبوع الماضي ومع اقتراب موعد فتح السوق المالية السعودية مباشرة أمام المستثمرين الأجانب اعتباراً من الأسبوع القادم بإذن الله، أعلنت السوق المالية (تداول) وعلى موقعها الرسمي عن تخصيص صفحة إلكترونية تحتوي على معلومات للمستثمرين الأجانب عن السوق المالية السعودية والإطار التنظيمي واتفاقيات المبادلة ونسب ملكية المستثمرين الأجانب وخدمة الحفظ المستقل بالإضافة إلى بعض الأسئلة الشائعة، ولا شك أنه جهد رائع و مشكور من تداول للارتقاء بالخدمات المقدمة للمستثمرين الأجانب غير المقيمين.
منذ أن تم الإعلان عن النية بفتح السوق مباشرة أمام المستثمرين الأجانب في العام الماضي، فعن نفسي شخصياً كتبت و تحدثت مراراً و تكراراً عن موضوع خطير قد يشكل عائق أمام دخول المستثمرين الأجانب للسوق المالية السعودية ألا و هو «عائق اللغة الإنجليزية»، حيث إن البنية التحتية للسوق (من معلومات وإفصاحات إلخ) لا تزال تعتمد بشكل رئيسي على اللغة العربية فقط دون توازن عقلاني مع اللغة الإنجليزية التي تتواجد ولكن بشكل خجول جداً، بل ووصل الأمر إلى أن أي شركة استثمار أجنبية تتقدم للحصول على رخصة جديدة يجب أن تقدم طلبها مكتوباً باللغة العربية ولا يسمح لها بتقديم الطلب مكتوباً باللغة الإنجليزية فقط!!
وبالتالي أستطيع القول إنه بالرغم من انفتاح وتكامل السوق المالية السعودية مؤخراً أمام العالم الخارجي (هيئات وأسواق مالية ومستثمرين) كهدف إستراتيجي، إلا أن بنيتها التحتية القوية فقدت الكثير والكثير لأنها لم تتأسس جيداً على اللغة الإنجليزية أو على اللغتين العربية والإنجليزية معاً كما هو الحال في الأسواق المالية الناشئة أو الإقليمية، ونتيجة لذلك أصبح الثمن باهظاً للعودة إلى نقطة الصفر آخذين في الاعتبار أن تأسيس الهيئة السوق المالية السعودية عام 2003م كان قائماً على أنظمة مترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية إلا أن عجلة التطور المتوازن للغتين معاً توقفت دون أي تطور ملحوظ، على الأقل من منظور الشركات المدرجة و المستثمرين الأجانب.
قد أكون مخطئاً ولكن إن كان طموحنا هو تخصيص «صفحة»، فأعتقد أننا لم ولن نفهم احتياجات المستثمرين الأجانب غير الناطقين باللغة العربية من معلومات وإفصاحات كاملة تتساوى فيها الفرص (من حيث الحجم والتوقيت) مع المستثمرين الناطقين باللغة العربية، و لذلك فإن هذا الأمر قد يكون عائقاً كبيراً أمام دخول المستثمرين الأجانب خصوصاً وأننا اليوم نجد في النسخة الإنجليزية لموقع تداول مع إفصاح العديد من الشركات عبارة no translation see Arabic version كما نجد اليوم أن بعض كبار مسؤولي الشركات المدرجة لا يجيدون اللغة الإنجليزية بالشكل المطلوب والذي يلبي أدنى متطلبات المستثمرين الأجانب!!