ناصر الصِرامي
يستمر الإعلامي اللبناني نديم قطيش في برنامجه DNA بإلقاء الضوء على تناقضات مواقف وتصريحات حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله، في عدة جوانب، والحقيقة أن الزميل نديم محظوظ جداً بحالة الإسهال و»الاستهبال» التي عليها خطابات نصر الله.
ما يقدمه البرنامج في 12 دقيقة حالة مميزة تمزج الموقف النقدي السياسي التحليلي بالسخرية، وتفضح المواقف السياسية على الساحة اللبنانية، وما يتعلق بها بشكل يتفوق على الكثير من الخطابات الطويلة والمكررة، البرنامج أخذ اسمه من(DNA,Daily News Analysis) - التحليل اليومي للأخبار، تبثه قناة المستقبل اللبنانية.. فيما يبثه موقع العربية.نت، ويتوفر أرشيف لحلقاته السابقة.
يُعالج نديم فكرة واحدة مركزية لخطاب أو موقف سياسي أو شخصية سياسية، مع بحث عن أرشيفها وتناقضاتها وربط سياقها السياسي بمواقع مشابهة تتبدّل فيها المواقف، بشكل صادم وفاضح.
من بين ما عرض قطيش لقطات للتعصب «المصطنع» في تناول إعلام حزب الله للاشتباكات في منطقة جرود عرسال، ساخراً من التناقض بين تصريحات القيادات والخطاب الإعلامي لقناة المنار.
وقام قطيش بعرض مقطع لأحد قيادات حزب الله نعيم قاسم يزعم أنه لا يوجد حدود (بالتالي ليس هناك دولة) بينما يحمّل نصر الله في خطاب سابق مسؤولية الدفاع عن الحدود للدولة.
وفي مقطع آخر، يقول قاسم إن تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة «النصرة» مسؤولية الدولة، وليس مسؤولية حزب الله.. توثيق للتخبط بالصوت والصورة.
في حلقة «نصر الله.. الجولاني.. وتحرير الأنبار»، عرض الشبه بين تطرّف «جبهة النصرة» و»داعش» مقابل تطرّف حزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي.
وبشكل ملفت قارب بين تصريحات قائد «جبهة النصرة»، الجولاني، وجانب من خطابات حسن نصر الله، مثبتاً أن الطرفين يستخدمان نفس الأساليب والحجج.
كلٌ من الجولاني ونصر الله يزعمان أنهما ذهبا إلى «أرض الغير» لحماية أرضهما، حيث يقول الجولاني إنه لا يستهدف لبنان إنما حزب الله، بينما يؤكد نصر الله أنه ذهب لمقاتلة «جبهة النصرة» و»داعش» في سوريا لحماية لبنان..!
وعلَّق قطيش على ما قام به عناصر في الحشد الشعبي بالعراق بإحراق مواطن عراقي قرب الفلوجة بالأنبار، وعلَّقوه كالذبيحة على أعين المارة.. وحرق تنظيم «داعش» للطيار الأردني معاذ الكساسبة، لافتاً إلى أن حزب الله لم يستنكر فعل الحشد الشعبي، بل يُراهن عليه لتحرير الأنبار.
عن داعش، قال قطيش محدثاً نصر الله الذي اتهم أميركا برعاية داعش، إنه «يتعيّن على إيران التي ترعى حزب الله أن تتوقف عن مفاوضات النووي مع أميركا التي ترعى داعش، إذا كان تيار الممانعة يُعادي فعلاً أميركا ويحارب داعش».. مذكراً أن حزب الله دخل يقاتل في صف نظام الأسد قبل ظهور داعش بسنتين، موضحاً أن حزب الله كان يقاتل جبهة النصرة التي تتكون من سوريين وليسوا دواعش أجانب.
في موضوع «التنسيق» الأميركي الإيراني، أو بتعبير نديم مجموعة «العمامات»، أشار إلى أن «إيران نسَّقت بشكل فاضح لإسقاط نظام صدام، وأن صفاً كاملاً من العمامات كان حاضراً في مؤتمر لندن وقتها مع الأمريكيين لدراسة كيفية إسقاط صدام».
اللقطة الساخرة في المفضلة، والتي قدمها نديم قطيش، كانت من أرشيف مداخلة لوزير إعلام النظام السوري، قال فيها إن «الميديا عادت الآن لاستخدام مجسمات تظهر ساحة الأمويين وغيرها كأنها ساحة حرب، لتغليط الرأي العام».. وذهاب أحدهم إلى القول بأن «الميديا وفيسبوك مؤامرة إسرائيلية بسبب اللون الأزرق والأبيض في فيسبوك».. ورد قطيش بقوله «حسب لعبة الألوان، لم يبق سوى يوتيوب ليكون سوري الجنسية لأنه فيه ألوان النظام السوري».
جماعة حزب الله - الإيراني - يتابعونه باهتمام وكَره في الوقت نفسه، لذا لا يتعلمون، ولا يبتكرون في الكذب والخداع والتدليس.
ولمن يهتم، فالزميل العزيز هو شيعي، لكن لأن نديم يمارس دوراً إعلامياً حراً بامتياز وإصرار، فقد اضطر إلى التصوير خارج لبنان، بطلب من مسئولي قناة المستقبل، من أجل تأكيد سلامته، في مقابل تهديدات تصله من سوريا ومن داخل لبنان..!