عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة سطر أبناء البلد الواحد وشباب بلادنا لحمة وتفاعلا غير مسبوق في نهائي كأس الملك مساء الجمعة الماضي، لقد كان الختام مسكاً في ليلة ملكية احتضن من خلالها ملك البلاد أبناءه وإخوانه في مهرجان مهيب وأسطوري شهد من خلاله فعاليات وعبارات وتيفو ميز من جمهور كل فريق في رسالة معبرة ومشاعر جياشة ولحمة غير مستغربة مشعرين ومرسلين أقوى وأكبر الرسائل للجميع بأن هذا البلد واحد متلاحم وشعب يقف خلف قيادته مستغلين هذه المناسبة ليبعثوا من خلالها ويعبروا عن مشاعرهم وما بداخلهم من لحمة وطنية داخلية من الصعب اختراقها.
وكانت المناسبة وما شهدته من فعاليات وتفاعلات تليق بالمناسبة وراعيها في قمة جمعت قطبي الكرة السعودية الناديين العملاقين النصر والهلال اللذين قدما من العاصمة بجماهيرهم وكبريائهما إلى جدة واللعب على ملعب الجوهرة في كرنفال رياضي شهده أكثر من ستين الفا داخل الملعب وملايين الجماهير خلف شاشات التلفزة في أنحاء الوطن العربي الكبير، وقد تميز اللقاء بقمة العطاء الأخلاقي والاحترام المتبادل والإثارة مؤكدين ما سبق الإعلان عنه أن الكل قد فاز ولا خاسر، فالوصول والسلام والتشرف بلقاء الوالد القائد الملك سلمان- حفظه الله- بحد ذاته أكبر إنجاز وأعظم أمنية لكل انسان ورياضي أن يحظى بها في حياته والحمد لله ان الليلة الملكية بدأت رائعة وانتهت بأروع ومبروك للهلال البطولة وعودة حميدة للإنجازات من جديد وشكرا من القلب أقولها للفريقين الكبيرين على ما قدموه والتعاون والأداء المشرف والراقي والنظيف الذي تخلل طول وقت اللقاء مبروك نكررها للوطن بأبنائه ومبروك للوطن والمواطنين بقيادتهم وولاة أمرهم الذين يشاركونهم كل المناسبات الرياضية خاصة في كل نهاية موسم والحمد لله على توفيقه في ختام كان مسكاً.
أنديتنا (ديون) وتعاقدات
شرعت معظم الأندية في إبرام العقود وتمديد عقود بعض لاعبيها والتجديد مع بعضهم الآخر دون مباهات بأي التزامات مالية لازالت عالقة ومعظم الأندية إن لم تكن جميعها مديونة بل عليها أموال كوارثية تتجاوز عشرات الملايين خاصة الأندية الكبيرة منها، وما يؤسف له أن معظم هذه الأندية قد أهدرت معظم هذه المديونيات على لاعبين فاشلين ومدربين مضروبين، وأصبحت الأندية ضحية وكلاء اللاعبين الباحثين عن أعلى نسبة العمولات من خلال عقود بمبالغ فلكية والأمثلة كثيرة وقريبة والحقيقة التي استغربت منها تلك الخطوة السريعة والمتسرعة لبعض الإدارات التي جددت للاعبين لم يعد لديهم امكانية عمل أي إضافة او تميز مع العلم ان تلك الأندية لديها استحقاقات كبيرة وقارية الموسم القادم، ويتطلب من تلك الأندية إحضار لاعبين على مستوى عال واختيارهم بعناية وحسب حاجة الفريق وليس كما كان سابقا (رخيص وكويس) ولا أعلم ما هو موقف لجنة الاحتراف وامكانية التوقف ومناقشة الأندية حول مدى جدوى تعاقداتها خاصة انها لم تقم بالوفاء بالالتزامات والمديونيات التي عليها، وأتوقع إن لم يكن هناك تدخل قوي وفعال أن يتخذ الاتحاد الدولي خطوات جريئة وحاسمة بخصم نقاط على الأندية كما حدث لنادي الاسماعيلي المصري، وكذلك أندية أخرى كثيرة، والمقلق اليوم لدى تلك الأندية هو العزوف والابتعاد للمستثمرين الذين لم يعد لديهم الحافز والرغبة في الاستثمار من خلال الأندية في ظل غياب العمل الاحترافي والتوجه للتحول لعمل مؤسساتي، وهذه من أهم وأكبر العوائق في طريق التطوير والمضي قدما في خصخصة الأندية وطرحها للقطاع الخاص والذي كلما طال زاد تعقيدا وصعب حل المشاكل العالقة والذي لا نتمناه لأنديتنا.
نقاط للتأمل
- حضور الوالد القائد مليكنا سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- في مساء اليوم الذي صلى وشيع ودفن شقيقته- رحمها الله- إلا اكبر دليل وأعظم برهان على اهتمامه ومتابعته ومشاركته لأبنائه واخوانه الرياضيين، وهذا أمر غير مستغرب من مليك عرف بقربه وحبه وتواصله مع جميع طوائف المجتمع.
- مبروك وألف مبروك لنادي الهلال ومنسوبيه من لاعبين وإدارة وجماهير بالفوز بأغلى الكؤوس والعودة مجددا لعالم البطولات ومبروك لشقيقه نادي النصر الذي شاركه الفرحة وظهر في اللقاء النهائي بمظهر البطل وجسد الفريقان المعنى الحقيقي للروح الرياضية الشريفة.
- تجديد الإدارة الهلالية للاعبيها المدافعين ديقاو وكواك خطوة قد تكون اضطرارية لعدم توفر عناصر لديها في خط الظهر ولكن ستكون سلبية على المدى البعيد حيث لن يجد أي مدافع شاب أو بارز الفرصة لإثبات وجوده.
- كم كنت أتمنى ان تتريث الإدارة النصراوية ولا تستعجل في التجديد مع عناصرها الحالية وخاصة الكابتن محمد حسين الذي لم يعد لديه ما يقدمه مع تقدم سنه وكثرة إصاباته خاصة ان الفريق لديه استحقاقات كبيرة وصعبة الموسم القادم ولم يكن هناك مبرر للاستعجال خاصة ان اللاعب لا يمكن ان يكون لديه عروض بل مستحيل ان يجد.
- انتهى الموسم بكل ما حمله من سلبيات وإيجابيات واختلافات وفي النهاية خرج الجميع أحباب وحصل كل فريق على ما يستحق وحسب ما عمل واجتهد وهبط من هبط وصعد من صعد وتوج من توج وكل موسم والرياضيين ومنسوبي كل القطاعات الرياضية بألف خير.
- يجب على إدارة الأندية العمل باحترافية أكثر والنظر في ما لديها من التزامات والتخلص من بعض اللاعبين الذين ينهكونها ماليا بدون اي مردود فني حتى أصبحت بعض الأندية وكأنها ضمان اجتماعي.
- خسر اللاعب ناصر الشمراني كثيرا من بريقه ومن نجوميته ولم يعد يجد الثقة من قبل المدربين كما كانوا يعولون عليه وقد يعود ذلك لانشغال اللاعب بأمور غير كرة القدم ويعتبر تواجده الإعلامي والتغني بغير ناديه أحد الأسباب التي تعتبر سلبية وأحد أسباب ابتعاده عن مستواه.
- لازلت عند رأيي ان إدارة نادي النصر تجرعت مرارة التعاقد مع اللاعب يحيى الشهري والذي لم يقدم ما يشفع لاستمراره خاصة انه يعتبر أغلى صفقة في تاريخ النادي، بينما الكاسب الأكبر نادي الاتفاق الذي كان اول المرحبين برحيل اللاعب عديم الفائدة وكسب الملايين من انتقاله.
خاتمة
تعبنا من مجاملة هل المشلح المشقوق.. وهم ما بنوا للطيب قصر ولا خيمة.
نجامل وجيه ما لها فالمراجل سوق.. عطينا لها قيمة.. وهي ما لها قيمة.
ونلتقي كل جمعة بكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.