مندل عبدالله القباع
كما قيل هناك شيء يمرض لكن لا يموت، هذا هو الهلال الذي تأسس عام 1377هـ تأسيسا بقوة راسخة وقاعدة صلبة، أسسه رجال مخلصون بذلوا الغالي والرخيص في سبيل نهوض هذا النادي حتى قام فارع الطول والقامة في وقت كانت الإمكانات بسيطة، بداية متواضعة من مقر نادي (طيني) إلى مقر صغير (مسلح في شارع الظهيرة) بالرياض، لكن بعزم الرجال ووطنيتهم وإخلاصهم الرياضي الذي قاده شيخ (الرياضيين) المرحوم ان شاء الله (عبد الرحمن بن سعيد ورجاله الأوفياء وقفوا وقفة رجل واحد ويكادون يعدون على أصابع اليدين فسار ركب النادي وقامة قامته بتدريب ولعب على أرض ترابية (جنوب ملعب الصائغ في ذلك الوقت، وكنت واكبت هذا التدريب واللعب مع النادي مع بعض الزملاء أذكر منهم (محمد بن عبد الواحد رحمه الله) (وسلطان مناحي شفاه الله وعبد الله بن عمر وأخيه عبد الرحمن رحمه الله وحميد جمعان وباحطبة والكبيش) وغيرهم كثير أرجو المعذرة لمن لم أذكر اسمه، واستمر النادي يزهو يوماً بعد يوم ويشتد عوده وقامته بالرجال الأوفياء وباللاعبين المخلصين الذين يعملون من أجل النادي ومن أجل الكرة ذاتها لا يفكرون في رواتب ولا مكافآت إلا ما يصرفه النادي لهم ويعتبرون هذا شيئاً ثانويا حتى وسيلة النقل في ذلك الوقت كانت (سيارة ونيت فورد) ولكنني لم استمر مع النادي في اللعب لظروفي الدراسية التي كانت تعطي لنا المحاضرات في فترة العصر وما بعد المغرب، لكنني تواصلت مع النادي ومتابعة أخباره وتفوقاته، وخاصة بعدما انتقل النادي إلى شمال غرب شارع الخزان فكانت البطولة تلي البطولة والحصول على الكؤوس في المسابقات التي تنظمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب (كأس الملك - كأس ولي العهد وغيرها) فاستمر الهلال لا ينافسه على هذه البطولات إلا القليل من الأندية الممتازة في منطقة الرياض والمنطقة الغربية والشرقية؛ فهذا هو الهلال يكبر يوماً بعد يوم ويرتفع شعاره عالياً في المسابقات الدورية حتى حط رحاله في ناديه (في حي الدخل المحدود) فاتسع نشاطه في جميع الألعاب، ولم يقتصر على (كرة القدم) بل الطائرة والسلة وألعاب القوى وتنس الطاولة) واستمر على هذا النشاط وعلى تحقيق الكؤوس سنة بعد أخرى حتى حقق أكثر من (50) بطولة في تاريخه، ولكن (لكل جواد كبوة) حيث حصل بعد الاختلافات الفنية والإدارية ولكن هذه الاختلافات لا تفسد الأساسيات لهذا النادي العريق، واستمر هذا أربع سنوات ولكن (الجواد) فسر عن ساعديه وام قومة رجل واحد وأعيد ترتيب البيت الهلالي، وقام من مرضه الفني متجلياً علياً بحصوله على (كأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز) فحصوله على هذا الكأس بعد فوزه على فريق النصر بجدارة أعاد تاريخه الناصع وأصبح يشار إليه بالبنان، فقام جمهور الزعيم من غفوته وهزت هذه الجماهير سماء ملعب (الجوهرة) الذي تلألأ بالشعار الأزرق وهز معه جميع الإداريين واللاعبين بالفرح والسعادة؛ فهذا هو الهلال، كما قال الشاعر:
إذ لعب الهلال فخبروني
فإن الفن منبعه الهلال