فاطمة العتيبي
تتنوع أساليب الأعداء في محاولة منهم لإنكار هزيمتهم أو التقليل من انتصار الخصم، وهذا ما نجده هذه الأيام من إيران وأعوانها، فهم يجدون في الحرب النفسية ورقة يتمنون أن تفلح بعد أن كبّدهم السعوديون هزيمة كبرى وصدوا رغبتهم في التمدد والسيطرة على اليمن وجنوب السعودية.
والحرب النفسية كما يراها خبراء علم النفس العسكري هي «استخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول من الإجراءات الإعلامية الموجهة إلى جماعات عدائية أو محايدة أو صديقة، للتأثير على آرائها وعواطفها ومواقفها وسلوكها بطريقة تعين على تحقيق سياسة وأهداف الدولة أو الدول المستخدمة» ،
ومن أنجع صيغ هذه الحرب النفسية هي الإشاعات:
وهي «عبارة نوعية « أو موضوعية «مقدمة للتصديق تتناقل من شخص لآخر. وهي تعتمد على المبالغة في أخبار معينة والترويج لها ونشرها على نطاق واسع، أو خلق أخبار لا أساس لها من الصحة. كل ذلك بهدف التأثير على الرأي العام تحقيقاً لأهداف سياسية أو اقتصادية أو عسكرية»
ويصفها الخبير العسكري د. سمير قديح بأنها وسيلة ناجعة في السِّلم والحرب، وتعتمد على تحريف جزء من الحقيقة والمبالغة فيه وتشويهه وتغيير مساره بحيث يصدقه الناس. وقد فاقم من مخاطر الشائعات في يومنا هذا، سهولة الوصول لأكبر شريحة من الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة.
وينتهي تأثير الإشاعة بمجرد ظهورها في المجتمعات الواعية التي تدرك ما يحاك لها في الخفاء، ولذا هي لا تنساق وراء الشائعات وتئدها في مهدها.
مثلما كنا صخرة في وحدتنا الوطنية تتحطم دوننا كل محاولاتهم للقتل والتدمير، فإنّ وعينا وثقتنا بربنا ثم رموز دولتنا وقياداتها، هو وجاء نفسي يحمينا من التأثر بإشاعاتهم الشوهاء.