سعد السعود
قبل أعوام ليست بالبعيدة.. صرح الاستاذ خالد البلطان بهذه العبارة الفريدة: الكبار ثلاثة.. وكان يقصد وقتها عندما كان رئيساً للشباب أندية الشباب والهلال والاتحاد.. وأذكر حينها عندما قيلت العبارة تداعت الأمم على هذه المقولة وكأنها جرم.. وفتحت البرامج على مصراعيها لنقاش واستنكار ما قيل.. وتخضبت أعمدة الصحف بالتنديد بما ذكر وعدّ تعدياً صارخاً.. حتى وصفه البعض بالهذيان.
أما هذه الأيَّام والأمور تغيرت.. والثلاثة أصبحوا واحداً.. والعبارة خرجت من فم غير من سبق.. لنسمع مقولة الأمير فيصل بن تركي: كبير الرياض.. تتردد على الأسماع.. ويكرره المشجعون والأتباع.. دونما ضجة كما حدث سابقاً وبلا استنكار كما واجهته عبارة الثلاثة كبار.. ولا أدري ماذا تغير على الرغم من أن المقولة الأولى تعتمد على إرث فني ممتد لأكثر من عشرين عاماً.. في حين أن مقولة كبير الرياض فعمرها الزمني لم يتعدَ سوى عامين.. خسر فيها الكبير المزعوم من ناديي الرياض الآخرين بطولتي السوبر وكأس الملك.
وبالتالي فإني استغرب أشد الاستغراب لهذا التباين بين هذا وذاك.. والمضحك في الأمر أن من هجا قائل العبارة السابقة بحجة أنها تهمش أندية أخرى.. هو الآن من ينظم قصائد ثناء في المقولة الثانية ويؤكد صحتها بل ويسوق لها.. ولذا فإني أندهش من هذا التناقض الفاضح ممن يسمون بإعلاميين.. أولئك الذين غمروا البرامج بالصراخ ضد الثلاثة كبار.. فهم ذاتهم الآن من مرت مقولة كبير الرياض عليهم برداً وسلاماً بلا استنكار.. وكأن ما هو محرم قبل أعوام على البلطان.. أصبح مباحاً على الأمير فيصل بن تركي بعدما تغيرت الألوان.
عموماً أجمل ما في هذه المقارنة بين العبارتين هو أنها فضحت ضحالة بعض العقول.. وعرت هشاشة تفكير بعض الطبول.. فالحكاية لم تكن انتصاراً لقناعة.. بل كانت فقط ترديد كان الميول فيه هو الشماعة.. ولذا فلم استغرب من أن الثلاثة كبار كانت بنظرهم جريمة لا تغتفر.. في حين أن كبير الرياض رأي محل نظر.. أما أهم ما نستفيده ممن أوجد الأسباب والمبررات لمقولة كبير الرياض بحجة أن النصر حصل على ثلاث بطولات في موسمين.. هو أنها اعتراف ضمني بصحة مقولة الثلاثة كبار.. فمن يستند على تقييم فني لعامين فمن باب أولى أن يسلم بصحة وصدقية مقولة البلطان التي ارتكزت على أعوام من التفوق لثلاثي الشباب والهلال والاتحاد والذي امتد تفوقهم لأكثر من عشرين عاماً.. أليس كذلك ؟!
قبل فوات الأوان يا شباب!!
أكثر من شهر منذ آخر مباراة للشباب في الموسم المنصرم أمام النصر.. وقريباً من الشهرين منذ خروج الشباب من جميع البطولات أمام التعاون، ومع هذا مازالت جل - إن لم يكن كل - الملفات الشبابية مفتوحة ولم تغلق.. فباستثناء المدرب.. فاللاعبون الأجانب لم يتم التوقيع مع أي لاعب.. والاستقطابات المحلية خجولة جداً واقتصرت على الثمالي لاعب الفيصلي.. هذا على الجانب الفني والذي عصف بالشباب العام الماضي وقصف بحظوظه في المنافسة.
أما على الجانب الإداري فرغم الإعلان أن هنالك تغييرات جذرية استبشر فيها المشجع الشبابي لعلها تتدارك الوهن الإداري الذي نخر بقدرات الفريق.. إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن.. على الرغم من مغادرة نائب الرئيس.. إلا أنه لم يطرأ أي جديد في المناصب ولم نسمع حتى الآن تغييرات تذكر.. مع أنه بالمنطق وبسبب استقالة نائب الرئيس وقلة وجود الرئيس فإنَّ الفريق يحتاج لإغلاق هذا الملف واستكمال التعيينات الإدارية عاجلة.. خصوصاً إذا ما علمنا أن أكثر الأدوار هذه الفترة المسؤول عنها عادة هي الأجهزة الإدارية.
ولذا فالمحب الشبابي يتابع المشهد بقلق وترقب.. فلم يتبق من المعسكر سوى 16 يوماً.. والخطوات جد بطيئة.. والمشهد مازال ضبابياً.. ولعل أكثر ما يعيد الأمل هذه الفترة ويزرع شيئاً من التفاؤل هو ما حدث من اجتماع قبل يومين بين رئيس النادي والعضوين الشرفيين الأمير فهد بن خالد والأمير خالد بن عبد العزيز.. فلعل ذلك الاجتماع يحمل بشائر طال انتظارها منذ فترة طويلة.
أما وإن بدأ الشباب معسكره في 14 رمضان وهو لم يكمل ملفات الفريق سواءً الإدارية أو الفنية.. فسيعاني الفريق حتماً مما عانه الموسم الماضي.. وتصبح فائدة المعسكر محدودة ووقتئذ لن يكون حال هذا الموسم أفضل من سابقه وربما تتكرر مآسيه.. وعندئذ سيردد المشجع الشبابي المثل الشهير: في الصيف ضيّعت اللبن.
خاتمة:
لن تفلح كل منظفات ومبيضات العالم في تنقية من ابتلي بسواد القلب.. أقصى ما نملكه لهم هو الدعاء بالشفاء.