فهد بن جليد
هذا الشاب البدوي، الذي ظهر في الأنستقرام على سجيته وطبيعته دون تكلف، وحصد مئات الآلاف من المتابعين، هل يخطف هو ورفاقه (الأضواء) من مسلسلات رمضان التي كلف إنتاجها ملايين الريالات؟!.
ليس (أبو جركل) وحده من يُهدد الدراما الرمضانية، فالتحول الذي طرأ على المشاهد، منذ الموسم الماضي بعد أن تسببت (نهائيات كأس العالم في البرازيل) بانخفاض المشاهدة آنذاك، ترشح تكرار مثل هذا السيناريو - للعام الثاني على التوالي - مع توقع زيادة حصة المشاهدة الفردية عبر (وسائل التواصل الاجتماعي) هذا العام لأسباب عديدة، من أهمها نجاح عدد من الشباب السعوديين في تقديم (إنتاج) يعكس الواقع كما هو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في حين تغرق الأعمال الدرامية في (واقع مختلف) لا يعيشه السعوديون؟!.
كما أنّ تغير طرق المشاهدة الحديثة زاد من تخوف المنتجين ؟ فالدراسات والبيانات تؤكد أنّ (المشاهد الجديد) يُفضل مُتابعة ما يريد عن طريق (المشاهدة اللاحقة) عبر المواقع الإلكترونية (دون إعلانات) أو فواصل، أكثر من المشاهدة التلفزيونية (الآنية) وقت العرض، والتي قد لا يناسبه توقيتها، مع كثرة خيارات العروض والأعمال!.
يُثار في الأوساط الفنية، أنّ هناك أكثر من فنان ومنتج سعودي، سيحاولون من خلال أعمالهم (الرمضانية) هذا العام، الإسقاط على مثل هذه النجاحات الفردية، وانتقاد شخصياتها بطريقة هزلية، ومحاربتهم بالقفز على نجاحاتهم، والتقليل من نجوميتهم، ومحاولة سحب متابعيهم، وفي حال تم ذلك بالفعل - بشكل مُتجنٍّ - فإنها (مُنافسة غير شريفة) وسقطة فنية !.
قارن بين عدد الرؤوس التي تنظر في أي تجمع - وقت الذروة - إلى (الهواتف الذكية)، وتتنقّل بين صفحات النجوم الجدد لمعرفة آخر إنتاجهم، بتلك الرؤوس التي مازالت صامدة نحو الأعلى (لمتابعة الشاشة) وما يُعرض فيها؟!.
المشاهد يبحث عن (البساطة) التي تعكس (واقع صاحبها) وهو ما يملكه (أبو جركل والآخرون)، حتى لو كانت حياة لا يعيشها (المُشاهد نفسه)، الذي (يمل) الابتذال والتهريج، مهما قُدم له في قالب (كوميدي ودرامي) على طريقة (الخمس نجوم) !.
وعلى دروب الخير نلتقي.