فهد بن جليد
في رمضان لا تسأل أحداً متى تنام ؟ فالوقت كله للنوم، مثلما أنّ الوقت كله لليقظة!.
إحدى الشركات العالمية أطلقت مُبادرة بهدف تحسين (مزاج النوم) عند الناس في منطقة الشرق الأوسط، ضمن مبادرات لتجويد الحياة نحو الأفضل، والعيش برفاهية - بكل تأكيد للأمر شق تجاري - لكن ما يهمنا هو النتائج التي توصلت إليها الدراسات العلمية المُصاحبة (للنوم) في منطقتنا!.
الخواجات وجدوا أنّ (أربعين في المئة) من الناس في السعودية - في غير رمضان - يعانون صعوبة في (النوم ليلاً) خصوصاً النساء، فهن (أكثر سهراً) من الرجال، ولا يتجاوز نوم معظمهن (5 ساعات) في اليوم، قال: وش دراك إنها (كذبة)؟ قال: من كبرها..!.
أغلب الأسباب التي تؤثر في صعوبة النوم كانت (رجالية)، مثل هموم الحياة اليومية، والقلق على المعيشة، والإجهاد والتوتر، رغم أنّ هناك أسباباً لها علاقة بغُرف النوم مثل: الإضاءة، ودرجة الحرارة، ونوع المرتبة... وحتى لا ندخل في جانب (تسويقي) لمنتجات معينة تجلب النوم أكثر من غيرها، لنتذكر أنّ وسائل الإعلام الغربية، دائماً ما تصف (الشرق الأوسط) بالمنطقة التي لا تنام، وربما لا تجعل بقية العالم ينام!.
يبدو أنّ العرب بالفعل لا ينامون جيداً، فهم يُكابدون الحياة في يقظتهم، ويحلمون (بكوابيسها) في منامهم، الفرق بين غُرف النوم العربية، وغُرف النوم الأجنبية، أنّ الأخيرة مُخصصة للنوم فقط، فلا تلفزيونات، ولا أجهزة ترفية أو وسائل تواصل اجتماعي، يُمنع في هذه الغُرف الأكل، ولا تُعقد فيها اجتماعات سرية لمناقشة أمور (الأمة المنزلية)، ولا يتم دخولها إلا عندما يُقرر (الخواجة) النوم فعلاً، بينما نحن نذهب للفراش لنفعل كل شيء : الأكل، ومشاهدة التلفزيون، والتواصل مع العالم الخارجي عبر الأجهزة الذكية .. إلخ، وبعد ذلك نشتكي من (الأرق وقلة النوم)؟!.
في عام 1990م قرر الأمريكان إنشاء مؤسسة (وطنية) غير ربحية للنوم ، وبات هناك وظائف جديدة مثل (احترافي نوم) أو (أخصائي نوم)، ربما أننا في حاجة (مؤسسة أو جمعية) مماثلة، شريطة أن نكون (مستيقظين) ليلاً ونهاراً، كما نحن في رمضان؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.