فهد بن جليد
مُعظم القنوات العربية تعتمد على (الإعلاميين اللبنانيين)، فهم عمود فقري في خط إنتاج كل المحطات التلفزيونية تقريباً، بل إن نجاح الكثير من البرامج التلفزيونية، والأعمال الدرامية، خصوصاً فيما يخص (الرايتنغ) أو مستوى المشاهدة والإعلان، مُرتبط (بالخلطة السرية) اللبنانية!.
حتى (غير المسلمين) منهم، يهتمون (بشهر الصوم) لأنه شهر تحول بوصلة (الإنتاج) نحو النجاح، والتفتيش عن (لقمة العيش)، ولك أن تتخيل أن المحطات التلفزيونية اللبنانية لا تعرض هذا الموسم سوى (3 أعمال لبنانية)، و(4 إنتاج لبناني مشترك)، من أصل 33 عملاً درامياً عربياً ومُدبلجاً جل إنتاجها من (خارج لبنان)!.
مُفارقة عجيبة، قادتني أن أسأل (صديق لبناني) يعمل في قناة خليجية (ليش هيك)؟ وينكم عن محطاتكم ؟ فرد (ما خصّني)، ما حدا بيطعميني آخر النهار!.
كم عدد السعوديين الذين يُشَغِلون ويشتَغلون في القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية اليوم؟ بالطبع ليس هناك أي إحصائية مع تزايد أعداهم من الجنسين! بل ليس هناك من يأبه بهجرة (الإعلامي السعودي) خارج الحدود!.
بل أين تُعرض مُعظم الأعمال السعودية الناجحة ؟ بكل تأكيد في القنوات الفضائية التجارية، من حق نجومنا أن يغادروا بأعمالهم بحثاً عن المال في المقام الأول، والشهرة في المقام الثاني، ومن حق الإعلامي السعودي أن يبحث عن فرصة ومناخ أفضل للإبداع!.
المُعادلة التي تزداد تعقيداً يوماً بعد آخر، ويجب أن تنتبه لها وزارة الثقافة والإعلام وتُوجد لها حلاً سريعاً، هي أن مغادرة العمل الفني والثقافي والاجتماعي السعودي، مع الفنان والإعلامي والمُبدع السعودي إلى خارج الإعلام السعودي، يعني بالتأكيد أن المُشاهد السعودي هو الآخر سيتبعه وسيذهب تاركاً القناة الأولى كما هو الحال اليوم، مع سهولة التنقل والمشاهدة التي ألغت الحدود!.
من يتابع التلفزيون السعودي وما يُعرض فيه في رمضان، من حقه أن يتخيل نفسه ويقارن بين ثلاثة نماذج مُشابهة، (النموذج الكويتي) بأعماله الفنية وفنانيه وكيف يُفيدون تلفزيونهم أولاً، و(النموذج المصري) بالكم الهائل من مُبدعيه الذي يكفي الداخل والخارج؟!.
أما (النموذج الرابع) فهم السعوديون الناجحون خارج الإعلام الرسمي، فهؤلاء تنطبق عليهم مقولة (ما خصّني) ما حدا بيطعميني آخر النهار!.
وعلى دروب الخير نلتقي.