د. أحمد الفراج
يقول المثل الشهير: «إذا أردت أن تصيب الهدف، فاختره بعناية فائقة، وصوّب نحوه بدقة» ، ويبدو أنّ أعضاء تنظيمات الإسلام السياسي السعوديين لم يسمعوا بهذا المثل، لأنهم، ومنذ وفاة الملك عبد الله، يرحمه الله، صوّبوا سهامهم نحو عهده الزاهر، وهو العهد الذي شهد قفزات تنموية كبيرة، هذا علاوة على الحب الشعبي الكبير، والذي حظي به الملك عبد الله، وهو الذي أطلقت عليه ألقاب كثيرة، كما أنه الملك الذي أشاد به، وبخصاله الرفيعة، معظم حكام العالم، وقد سبق أن كتبت، أثناء حياة الملك عبد الله، وقلت إن أجمل ما في الملك عبد الله هو أن الإنسان لا يجد حرجاً في الثناء عليه، دون الخوف من اتهامه بالتزلف، فهو شخصية قريبة من القلب، وأشك أن هناك من لا يكن محبة عميقة لهذا الملك الإنسان، ولعل من يتابع وسائل التواصل الاجتماعي، الآن، يلحظ المشاركات الشعبية، والتي لا تزال تتذكر هذا الملك، وتدعو له، رغم مرور فترة غير قصيرة على رحيله، وهذا يشير إلى التعلق الوجداني لهذا الشعب الكريم بملك أحبهم، فبادلوه ذات المحبة.
ويبدو أن كل هذه المعاني قد غابت عن الحزبيين السعوديين، كما غاب عنهم أن من بدهيات الخلق الإنساني الترفع عن التعرض لمن رحل، أياً كان، فما بالك إذا كان هذا الراحل ملكاً محبوباً من قِبل شعبه، فالتعريض بمثل هذه الشخصية يزيد حبها في قلوب الناس، ويبعث الاحتقار لمن يفعل ذلك، ولكن أنى للحزبيين أن يفهموا مثل هذه المعاني السامية، ومع أن التهجم على عهد الملك الراحل دشنه أحد أقطاب تنظيم الإخوان المسلمين السعودي، من خلال تويتر، وتبعه فئام منهم، إلا أن أحد من اشتهروا بالعجلة، والزئير، ذهب بعيداً بهذا الخصوص، فقد ظهر، قبل مدة، في لقاء تلفزيوني، على قناة أجنبية، وأساء لعهد الملك عبد الله، وقد كتبت حينها عن جهله بطبيعة العلاقة التي تربط بين أبناء الأسرة الحاكمة الكريمة، كما فصلت في حقيقة أن العهد الجديد هو جزء من العهد القديم، وامتداد له، وأضيف هنا أن هذا الأخ واهم، إذا كان يعتقد بأنه يتقرب إلى العهد الجديد بمحاولاته البائسة للإساءة إلى العهد السابق، إذ إن أكثر من تكدره الإساءة للعهد القديم هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إلا إذا كان يحاول التذاكي على حكام عصرتهم تجربة الحياة والحكم، وهذه مأساة أخرى، وإن كنا لا نلوم القناة الأجنبية، التي أذاعت لقاءه الأول «المسيء»، لأنها قناة حزبية، تبحث عن أي إساءة ممكنة لهذه البلاد، فإننا نعتب على القناة السعودية الخاصة، التي استضافت ذات الشخص، قبل يومين، وسمحت له بتكرار الإساءة للعهد السابق!!، ونخص مالك القناة، ومقدم البرنامج المحترم، والقدير، والذي لا زال يصر على استضافة شخصيات حزبية مشبوهة، وذلك بإتاحة الفرصة لها لتقول ما تريد.
وللعلم، فهذا الأخ الذي واصل إساءاته للعهد الراحل، سبق وأن هاجم «الوهابية»، والتي تعتبر الهوية لهذه البلاد، كما أنه يفخر بصورته مع زعيم حزب الله، حسن نصر الله، ويعتبر يوسف القرضاوي هو شيخه الأعظم، وكانت الطامة أنه حاول التدليس، واتهم العهد السابق بتهميش العلماء!!، والعلماء الذين يتحدث عنهم ليسوا علماءنا الأجلاء، أعضاء هيئة كبار العلماء، فهو يرى مدى تقدير الملك عبد الله لهم ولا يستطيع إنكاره، جرياً على عادة كل ملوك المملكة، ولكنه كان يقصد ويتحدث عن الوعاظ الحزبيين، والذين يثيرون الفتن، في مظاهرات لا تتوقف ضد الحراك التنموي، والجميع يعرف ولاءاتهم، وارتباطاتهم المشبوهة بتنظيمات الإسلام السياسي، وختاماً نتمنى أن يتم لجم مثيري الفتن، وإيقافهم عند حدهم، فما يفعلونه لا يرضي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الذي عبّر عن محبته لأخيه وتقديره لإنجازاته في حياته وبعد وفاته، ما لا يمكن لغيره أن يعبّر عن الملك عبد الله وعهده بمثل ما عبّر عنه الملك سلمان، فضلاً عن أن الملك سلمان كان شريكاً وعضداً وولياً لعهد الملك عبد الله في كل إنجاز تحقق، كما أنّ ما تحدث به هذا المشبوه سوف يثير غضب الشعب السعودي، والذي يكن محبة عظيمة لكل ملوك البلاد من الملك عبد العزيز إلى الملك سلمان، مروراً بالملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله، بلا استثناء.