سعد الدوسري
يدرك الجميع حجم معاناة المغتربين والمغتربات، من أبنائنا وبناتنا الدارسين ضمن برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي. ولو سردنا قائمة بكل ما يعانونه، مادياً ودراسياً ونفسياً وصحياً، فلن ننتهي. وسأكتفي اليوم بقصة محزنة لطالب يحضر لدرجة الدكتوراه في جامعة من جامعات الولايات المتحدة الأمريكية.
بداية المعاناة، تجلّتْ في أنه تم فصل الخدمة عن جواله بسبب عدم السداد، وذلك لانشغاله بدراسته التي لا تتيح له تفقد الجوال الذي لا يستخدمه إلاَّ في بلاده. اتصل بالبنك من رقم الجوال الأمريكي ولم يتم التجاوب معه من قبل الموظفين لتفعيل الخدمات بحجة أن الرقم الذي يتصل منه لا يتوافق مع الرقم المسجل لديهم. شرح لهم سبب اتصاله بهذا الرقم وكذلك لم يخدموه بشيء. وهكذا تتوقف جميع تعاملاته البنكية، بسبب إيقاف خدمة جوال، ولَكم ان تتخيلوا شخصاً منقطعاً عن حسابه البنكي، وأين؟! في غربة لا ترحم.
كل المبتعثين يتمنون أن تكون هناك آلية سهلة ومريحة، يستطيعون من خلالها التعامل مع حساباتهم البنكية ومع خدماتهم الاتصالية، بدل هذا التعب والذل الذي يعايشونه طيلة فترة دراستهم في الخارج. ولا يخفى على البنوك وعلى شركات الاتصال، أنَّ التسهيلات التي سيوفرونها للمبتعث، ستنعكس إيجاباً على استثماراتهم، بمعنى أن ما سيقدمونه له، لن يكون لوجه الله، ولا لسواد عيونه، بل لجلب المزيد من الرسوم. ولا أظن أن أحداً من المبتعثين سيتردد في الإقبال على الخدمات الجديدة، إذا هي أنهت معاناته.