فهد بن جليد
(لغة مختلفة) تعني حياة مختلفة، هكذا يقول المخرج الإيطالي (فيدريكو فيلين) حول تعلُّم لغة أجنبية، أو على الأقل ترجمة أفلامه إلى لغة أخرى غير (الإنجليزية) و (الإيطالية) !.
صحيفة (بانكوك بوست) تقول في عددها الأخير إنّ (تايلند) شرعت بتركيب لوحات مرورية، وإرشادات على الطرق باللغة (الصينية) للحد من الحوادث التي يرتكبها السائقون (الصينيون) الذين يقصدون شمال البلاد للسياحة، وزارة النقل التايلندية وجدت أن المشروع الذي ينتهي مع بداية العام الجديد، هو (الحل الأخير) من أجل إضافة (لغة السائقين) على علامات الطريق، كون هناك (نصف مليون) صيني يسوقون مركباتهم في مدينة (تشيانغ ماي) سنوياً!
الفكرة طُبقت لدينا مُنذ سنوات في مكة المكرمة والمدينة المنورة، فيما يخص إرشادات الحجاج، وأماكن الوضوء وخلافها في المشاعر المقدسة، وكانت (تجربة رائعة) جعلت الزائر يشعر بالاهتمام، ماذا لو فكرنا في (دمج الفكرتين) للتقليل من حوادث السير في شوارعنا، أو ارتكاب المُخالفات؟ أو حتى إيصال الإرشادات اللازمة (لسائقي سيارات الأجرة)، كونهم أكثر من يعثو في شوارعنا فساداً؟!.
لماذا لا يتجاوز المرور، ووزارة النقل (تعاميم الشركات)، وينتقلا مُباشرة إلى مُخاطبة (السائقين) بلغاتهم التي أعتقد أنّ أكثر الجنسيات من سائقي (سيارات الأجرة) معروفة، ويمكن أن تكون (لغتهم مُشتركة) أيضاً!.
إذا كان الهدف هو التغيير على أرض الواقع، فإنّ إضافة الإرشادات والتعليمات ببعض (لغات سائقي الأجرة) له مفعول مُباشر، وسيشعر معه السائق بضرورة الالتزام، بدلاً من البحث عن طرق للتحايل، ولنا في تجربة إعلانات شركات الاتصال (خير دليل)، فالتخفيضات تظهر باللغات الأصلية للمُستهدفين!.
للأسف لا يوجد لدينا تنظيم لمستوى (مُقدمي الخدمة) من السائقين، فلا تشترط دورات في (فن التعامل)، ولا يشترط تحدث السائقين الجُدد (للغة العربية) أو (اللغة الإنجليزية)، حتى يمكنهم التعامل مع (الزائرين) والأجانب (باللغة العالمية)، فالسباك والكهربائي يمكنه أن يتحول (سائق سيارة أجرة) في شوارعنا، (يهز رأسه) بمؤهل (رخصة عمومي) فقط ؟!.
برأيي أن الوصول (للسائقين) مُباشرة، وتغيير سلوكياتهم (بلغتهم الأصلية) أهم من (تعاميم الشركات) التي لا تُترجم لهم أصلاً؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.