حميد بن عوض العنزي
من أصعب المراحل في أعمار المنشآت الخدمية هي مرحلة استعادة الثقة وبناء الصورة الذهنية الإيجابية، البريد السعودي من الجهات التي واجهت في تاريخها الماضي مشاكل كثيرة على مستوى تجويد الخدمة، ولعلي كنت ممن استغنى عن صناديقه منذ سنوات، اليوم هذه المنشأة استطاعت أن تزهو من جديد، ولعل في شهادة إحدى أهم الجهات الرسمية التي تتسم وثائقها بالأهمية القصوى، وهي الجوازات ما يمكن أن نسميه تحولاً في بناء الثقة في جهاز البريد، يقول مساعد مدير عام الجوازات لشؤون التقنية العقيد خالد الصيخان في مؤتمر صحفي إن البريد السعودي أوصل حتى الآن 166 ألف وثيقة رسمية من الجوازات بما فيها الجواز السعودي ولم تسجل أي حالة فقدان، هذه معلومة دقيقة بالأرقام لا تحتمل الجدل أو الشك، معلومة غيَّرت في داخلي الصورة الذهنية التي كنت أحملها عن البريد السعودي، إذ ليس هناك نجاح لأي بريد في العالم ما لم يصل لدرجة إيصال وثائق رسمية بدقة تصل إلى 100%، يُضاف إلى ذلك النجاح الكبير الذي حققه البريد في إيصال وثائق الطلاب المقبولين في الجامعات، وهذه نقلة هائلة في الخدمة.
* * لا شك أن تغيير الصورة الذهنية يحتاج إلى مجهود كبير وجبار وجهد مضاعف لكسب ثقة الناس من خلال خطة عمل حقيقية يكون تقييمها بشكل مستمر والرقابة عليها دقيقة ولا تحابي في سبيل الحصول على صورة ذهنية جميلة وزاهية، ليس للناس ثأر مع البريد، بل حتى إن الناس سواء أكانوا المواطنين أو المقيمين يحلمون بأن يصبح البريد السعودي على مستوى عالمي من التأهيل لأنهم هم المستفيد الأكبر من هذا الموضوع، إن إيصال 166 ألف وثيقة رسمية لأصحابها عبر البريد السعودي دون أي خطأ، إنجاز كبير يستحق الإشادة والدعم خصوصاً أن اليوم أصبحت معظم الخدمات إلكترونية ومع وجود خدمة بريدية جيدة وموثوقة تكتمل المنظومة المتطورة التي تستهدف خدمة المواطن وهو في مكانه أينما وجد.