سعد الدوسري
إن أكثر دوائر النقاش اتساعاً، هي الدوائر الاجتماعية، وهي أكثر الدوائر تماساً مع الدوائر الأخرى، كالدوائر السياسية والاقتصادية والفكرية والثقافية والإعلامية. وتكاد تكون القضايا الاجتماعية الزاد الرئيس للبرامج الحوارية وللإسكتشات اليوتيوبية وللطروحات الصحفية والمسلسلات الكوميدية، هذا بالإضافة إلى نقاشات مجلس الشورى والمجالس البلدية. وأرجو عدم الربط هنا بين المسلسلات الكوميدية وبين مجلس الشورى، فذكرهما جاء لخدمة سياق «الوحدة الوطنية» للموضوع!
ولو حاولنا البحث عمَّا يؤكد مثل هذا الرأي، فسنجد الكثير من الشواهد، لعل أحدثها الإحصائية التي أصدرها مركز «نيلسون» حول تفاعل موقع التواصل الاجتماعي تويتر مع الأعمال التلفزيونية الأمريكية، والتي ذهبتْ إلى أن مسلسل «إمباير» الاجتماعي تفوّق على مسلسل «ووكنق ديد - الميت الماشي»، الأكثر شعبية في الولايات المتحدة. ولو حاولنا تطبيق المعيار على تويتر محلياً، لوجدنا أن أكثر النقاشات التي تعالى صوتها فيه، كان عن مسلسل «سيلفي» الكوميدي لناصر القصبي وخلف الحربي وزملائهما، وهو عمل يتكئ على القضايا والمفارقات والتناقضات الاجتماعية، في حين أن بقية الأعمال لم تحظَ بنفس الحجم من التحليل والنقد والهجوم، وذلك لأنها ليست في تماس مع الهم الاجتماعي.
ربما قد يشعر أحد أنني سأحاول التقليل من قيمة الأعمال غير الاجتماعية، ولكنني لن أفعل؛ فثمة تنوع كبير في ذائقة المتلقين، وعلينا أن نحترمها، وإن لم نفعل، فسوف نرتكب نفس خطأ الذين يترفّعون عن القضايا الاجتماعية، ويعتبرون الخوض فيها تلويثاً للكرامة الثقافية!!