فهد بن جليد
قد تكون عبارة (موب شين) هي قمة الرضاء عند بعض الرجال على مائدة رمضان، عندها ربما تُصبح (الزوجة أو الأخت) التي قضت ساعات طوالاً في إعداد الأطباق وطبخها (مُقتنعة) بنصيبها؟!
البُخل في المشاعر تحت بند العيب أو الخجل (مرض مجتمعي) يجب الخلاص منه، فهو (كالفايروس) الذي يُفشل ويُهدّد كل مكونات الحياة السعيدة، يُوصف و(يُوصم) به الرجل الشرقي، بحجة تأثره بالبيئة التي عاش بها - وهذا كلام غير صحيح - فتاريخ العرب مليء بالمشاعر الفيّاضة والأحاسيس الصادقة في قصائد الغزل والمديح في الزوجة والأخت والأم، كما أن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها من قيم (الحب والحنان) الأسرية الكثير، ولكننا ركنا إلى واقع (غير صحي) فرضته ظروف حياتية قاسية!
فهل استمر الأمر مع (تعاقب الأجيال)؟ رغم تغير الظروف؟
هناك من يعتقد أن (رجولته) تزداد عندما يكون قاسياً، وحاداً في نظراته، وجاداً في منزله طوال الوقت، وغير راض دائماً، ظاناً أن ذلك هو الأسلوب الأفضل للتربية، وضبط الأمور!
قمة التناقض يظهر بها هذا (الحمش) خارج المنزل الذي كان فيه (بخيلاً) ليُصبح كريماً مُنفقاً، وربما تجده من (ألطف الناس) مع من يتعاملون معه، وأكثرهم (حنية واحتراماً) للأخرين، وإن قال عبارة (موب شين) في منزله، فإنه ربما طلب (شيف المطعم) ليشكره على حسن طهي الطعام، ويشدّ على يديه بعبارات الثناء والتشجيع!
ولكنه يبخل بها على (مسامع زوجته) أو أفراد عائلته؟!
هذا النوع يختلف عن آخرين على النقيض تماماً، فهم في الخارج (أسود لها زئير)، وفي المنازل (بلابل لها صفير) وكان الله في عون (الموظف) الذي يعمل تحت (إدارة) من يعانون من أحد أنواع مرض (الجفاف العاطفي المُكتسب)!
(سعادته) دائماً ما يقول إنه يتعامل مع المكان وكأنه (منزله الثاني)، والموظفون والمراجعون مثل (أولاده).. هو لم يكذب لأنه يعوّض ما لم يحدث في البيت في المكتب، والمثل الإنجليزي يقول: الرجل (كالديك) الذي يعتقد أن الشمس لم تشرق، إلا لتسمع صياحه!
لا أعرف لماذا تذكّرت قصة (ديك مربد) الآن؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.