سعد السعود
إذا تأكدت الأنباء التي تتحدث عن اختيار لندن لإقامة لقاء السوبر بين فريقي النصر والهلال، فإننا أمام سابقة جديدة لم تحدث لا على المستوى المحلي أو الخليجي أو حتى العربي.. وبعيداً عن تلك الأولوية التي لا تعني جمال الفكرة.. فكم من أولويات هي في حقيقتها على أصحابها ويلات.. وكم من سابقة يظن صاحبها أنه أتى برأس غليص وإذ هو بالواقع قد مارس (التخبيص).
بعيداً عن تلك الأسبقية وبمنأى عن كل ما حولها من لت وعجن، فإني حقيقة لا أدري ما جدوى إقامة السوبر السعودي هناك في لندن خارج الحدود وبعيداً عنّا بمئات الأميال.. فلا لندن سوق لعرض منتجاتنا الرياضية وبالتالي التنافس على الحصول عليها إذا ما قدمت وجبة كروية شهية هناك.. ولا حتى منتجاتنا الرياضية أصلاً قابلة للتسويق وهي المحتكرة لمجموعة إم بي سي لعشر سنوات قادمة.. في قرار ما زلنا نتمنى إعادة النظر فيه ومراجعته.. خصوصاً أن الدوري السعودي مطمع للكثير من القنوات.. ويمكن أن يرتفع سعره أضعاف المرات.. إذا طرح للمنافسة كل فترة زمنية.. ولنا في تجربة الإنجليز - ونحن من سنشد الرحال لمرابعهم - في تسويق دوريهم دروس.. فالدوري هناك يتم إعادة تقييمه وطرحه للمنافسة كل ثلاث سنوات.. مما أسهم في ارتفاع سعره وتهافت القنوات.. وهو ما عاد على الفرق هناك بدخل كبير جعل ميزانيات الأندية هي الأكبر في أوروبا.
عموماً كنت سأتقبل ولو على مضض تسويقها خليجيا، فهناك جماهير عريضة لمنافساتنا وبرامج عدة تغطي فعالياتنا.. ولكن يبدو أن أجواء الخليج الحارة لم ترق لمسؤولي الاتحاد.. ولم تحفزهم لقذف الكرة هناك.. ففضلوا طرق أبواب لندن.. وهل أجمل من (براد) لندن في شهر أغسطس؟.
لكن السؤال إن كان البحث عن أجواء جميلة فلماذا لم تقم المباراة في أبها أو الطائف فإضافة لجمال الجو والطبيعة فيهما.. هو أيضاً تعريف بالمنطقتين وثقافتهما وتشجيع للسياحة المحلية التي طالما نادى المسؤولون لذلك.. لكن يبدو أن (التمشية) لا تكتمل حلاوتها إلا بالكرافتة والبدلة والبنطلون!.
اللافت أن أحد أعضاء اتحاد الكرة عدّ قبل أيَّام الزخم الجماهيري في الحضور للموسم المنصرم هو أحد إنجازات الاتحاد الفريدة.. وبعيداً عن تحليل هذه المقولة التي تخالف الواقع وليس لها حجة بيّنة.. إلا أني استغرب أن تكون تلك المقولة توطئة لما تفتقت فيه حيلة المسؤولين بعد ذلك في إقامة اللقاء خارج البلاد.. فبدلاً من شكر تلك الجماهير العريضة التي كسرت حاجز المليون في المدرجات.. وذلك بتسهيل الحضور لها وتوفير ما يلزمها في كل منشأة رياضية حيث إنها للأمانة هي الرهان الأول لرياضتنا.. بدلاً من كل ذلك وجدنا اتحاد الكرة الموقر يتعامل معهم بمبدأ جزاء سنمار فيكافئ الجمهور بالحرمان من الحضور!!.
ولا عزاء للمشجع العادي الذي كان يمني نفسه بافتتاحية موسم كاملة الدسم.. يكون الحضور فيها ممكناً وسهلاً كما اعتاد.. ويبدو أنه حتى في الكرة سيكون الحضور فقط لفئة معينة وهي من تستطيع دفع الشيء والشيّات وكأنه حفنة ريالات.. أما المشجع العادي فعليه التسمر بالمقاهي وأمام القنوات.
أخيراً أسئلة أضعها برسم التفكير أمام القارئ ولا أطلب لها إجابة فمجرد الخوض في مدلولاتها يغنيك عن الإفصاح عن مكنوناتها:
- من المسؤول عن نقل الفريقين إلى لندن؟ ومن سيقوم بسداد التكاليف المترتبة على التنقل هناك؟ وهل تمت استشارة الفريقين في ذلك أصلا؟!.
- من المسؤول عن حجز الملعب المقامة عليه المباراة؟ وبكم؟ ولمن ريع التذاكر؟ وكيف سيتم تسويقها؟ ومن سيتولى ذلك؟
- والأهم: على حساب من سيتنقل أعضاء اتحاد الكرة؟ وكم عددهم؟ وكم هي مدة إقامتهم؟ وهل في مخصصات الاتحاد بند لهكذا فكرة ليتم تغطيتها؟!.
ختاماً أدعوكم للمتابعة عن بعد لمسرحية «باي باي لندن» ولكن هذه المرة باختلاف جنسيتها عن السابق، فليس الأبطال هناك حسين عبد رب الرضا ولا غانم الصالح.. وإنما طاقم العمل والممثلون والمخرجون سيكونون سعوديين.. أما المشاهدة فهي بالجنيه الإسترليني.. واللي ما معوش ما يلزموش.
آخر سطر
النجاح كما قيل هو نتاج 20 في المئة مهارة و80 في المئة تخطيط استراتيجي.. قد تعرف كيف تقرأ.. لكن الأهم: ما الذي تخطط لقراءته؟