صالح بن حمود القاران
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ملؤها الحزن والأسى، نعت بلادنا واحدًا من رجالاتها العظام المغفور له بإذن الله سيدي صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية -طيب الله ثراه-.. فقد خيم الحزن على منطقة الحدود الشمالية وأهلها منذ إعلان نبأ وفاة سموه -رحمه الله- الذي انتقل إلى جوار ربه يوم السبت الموافق للسابع عشر من شهر رمضان المبارك بعد حياة أفناها في طاعة الله ثم خدمة ولاة أمر هذه البلاد والوطن والمواطن من خلال المناصب التي تقلدها سموه التي بدأها في حائل ثم أميرًا لمنطقة القصيم التي امتدت إلى عشر سنوات حيث وصلها سموه بأمر ملكي من المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - طيب الله ثراه- مؤسس المملكة العربية السعودية وموحد أجزائها ثم عين أميرًا لمنطقة الحدود الشمالية في العام 1376هـ وقد استمر حكمه كأمير لهذه المنطقة قرابة الستين عامًا إلى أن توفاه الله، سخر سموه -رحمه الله- خلالها حياته من أجل خدمة هذه المنطقة العزيزة من بلادنا حتى أصبحت جوهرة وواحدة من كبريات المناطق في بلادنا وشملتها النهضة التنموية في شتى مناحي الحياة وأصبح يشار إليها بالبنان وحرص سموه الدائم على استتباب الأمن في هذه المنطقة التي تقع على الشريط الحدودي بطول (900) كم في ظل ما يتمتع به سموه -طيب الله ثراه- من حكمة وحنكة ورؤى ثاقبة.. أن الحديث عن مآثر صاحب السمو سيدي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية -طيب الله ثراه- قد يحتاج منا مساحة أكبر كي نفيها حقها، فالمعروف عن سموه -رحمه الله- أنه يحرص دائمًا على أن يكون قريبًا جدًا من أخوانه وأبنائه المواطنين في هذا الجزء الغالي من بلادنا من خلال التقائه بهم أو استقباله لهم سواء من خلال مكتبه أثناء وقت الدوام أو مجالسه الصباحية والمسائية التي هي بشكل يومي دون كلل أو ملل ويشاركهم الأفراح والأتراح.. فنجده يستمع إليهم ويتبادل معهم الأحاديث الودية مما جعل الكل من مواطني المنطقة والمقيمين فيها يحرص دائمًا على حضور مجالس سموه والاستماع إلى أحاديثه والاستئناس بآرائه المباركة.. فإلى جانب ما يتمتع به سموه من حنكة وتواضع وبعد نظر إلا أن أبرز ما يتميز به سموه -رحمه الله- إنكاره لذاته وكراهيته للمديح والثناء ذلك أنه يعد كل ما يؤديه ويقوم به إنما هو واجب مقدس يحرص عليه كما يحرص على أائه كما أن سموه يتصف بالبذل والعطاء والكرم فهو يقدم العون والمساعدة للضعفاء والمحتاجين الذي يبتغي من ورائه مرضاة الباري والطمع في ثوابه.. إضافة إلى اهتمام وحرص سموه -رحمه الله- بمعاملات وقضايا المواطنين ويوجه دائمًا إلى سرعة إنجازها وفق النظم والقوانين حتى في الإجازات والعطل الرسمية التي كثيرًا ما يحرص سموه على أن يكون على رأس العمل لتسيير وإنجاز المعاملات.. كما لا يفوتني هنا أن أشير إلى بعض الأعمال الإِنسانية الذي قام بها سموه -رحمه الله- التي لا يبتغي من ورائها إلا مرضاة الخالق سبحانه وتعالى.. فهناك الكثير من هذه الأعمال المباركة التي قام بها سموه.. فكم من أسرة ترملت بعد وفاة من كان يعولها وإذا بسموه يقف إلى جانبها ويمد لها يد العون والمساعدة من جيبه الخاص وكم من مريض أمر سموه بعلاجه على نفقته الخاصة وكم من سجين كان خلف القضبان مطالب بدفع دية (ما) وإذ بسموه يدفع عنه تلك الدية المطالب بها ويأمر بإطلاق سراحه ليكون بين أسرته وكم من حاج وصل إلى المنطقة من الدول الإسلامية عبر منفذ جديدة عرعر البري وإذا بسموه -رحمه الله- يأمر بنقلهم إلى المشاعر المقدسة لتأدية مناسك الحج والعودة ثانية إلى المنطقة بعد أن تقطعت بهم السبل وتعطلت الحافلات التي كانت تقلهم من بلادهم إلى المملكة وكان ذلك على نفقة سموه الخاصة.. هذا إلى جانب اهتمامه -رحمه الله- في إعمار بيوت الله وذلك من خلال الجوامع التي أمر سموه بإنشائها على نفقته الخاصة ولعل أهمها جامع سموه الكبير الذي أمر بإنشائه على نفقته الخاصة في مدينة عرعر الذي أصبح معلمًا إسلاميًا يفتخر به ويشتمل على مبنى لجمعية سمو الأمير عبدالعزيز بن مساعد الخيرية التي تؤدي رسالتها الإِنسانية حيال مساعدة الفقراء والمحتاجين ومكتبة كبيرة تحتوي على أكثر من أربعين ألف كتاب إضافة إلى دار الفرقان لتحفيظ القرآن الكريم ذات العلاقة بالسيدات التي أمر سموه -رحمه الله- بإنشائها وتأثيثها على نفقته الخاصة التي تتكون من دورين تشتمل على ستة عشر فصلاً وتقع الدار بجوار جامع سموه الكبير لتكون مقرًا لحافظات كتاب الله من بنات ونساء المنطقة من مختلف المستويات من خلال حلق مقسمة على حسب المستوى التعليمي ويتولى التدريس والإدارة مجموعة من الأخوات من بنات المنطقة حيث تقوم فكرة الدار على نظام الكتاتيب وهو تعلم القرآن مشافهة مع مراعاة أحكام التجويد.. إضافة إلى بعض المرافق الصحية اتي أمر سموه -رحمه الله- بإنشائها بالمنطقة على نفقته الخاصة وفي مقدمتها مركز سموه لأمراض القلب الذي يشتمل على كافة الأجهزة الطبية الذي شهد إجراء عدد من عمليات القلب المفتوح الناجحة ولله الحمد والمنّة هذا المركز الذي يستقبل الحالات المحولة له من مستشفيات الجوف والقريات ورفحاء وطريف إلى جانب ما وجه به سموه حيال توسعة العناية المركزة وتأمين عدد من وحدات الغسيل الكلوي في مستشفيات عرعر وطريف ورفحاء.. ونحن إِذ نودع اليوم سيدي صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية -رحمه الله- الذي أفنى حياته منذ زهرة شبابه حتى توفاه الله من أجل خدمة الدين ثم ولاة أمر هذه البلاد وأهالي منطقة الحدود الشمالية ونذر نفسه لخدمتهم ورعايتهم لنسأل الباري عزّ وجلّ في هذه الأيام الفضيلة من شهر رمضان المبارك أن يتغمد فقيدنا وغالينا وحبيبنا والد الجميع أبا خالد بواسع مغفرته ورضوانه وأن يسكنه فسيح جناته وأن يكتب ما قدمه لدينه ثم وطنه ثم مواطنيه في موازين حسناته وأن يلهمنا جميعًا الصبر والسلوان، كما أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة في فقيدنا الغالي إلى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وإلى سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وإلى أصحاب السمو الملكي الأمراء والعزاء موصول إلى أخيه سيدي صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة نجران وإلى أنجال سموه سيدي صاحب السمو الأمير خالد بن عبدالله بن مساعد آل سعود وإلى سيدي صاحب السمو الأمير منصور بن عبدالله بن مساعد آل سعود وإلى سيدي صاحب السمو الأمير مساعد بن عبدالله بن مساعد آل سعود وإلى سيدي صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن مساعد آل سعود وإلى سيدي صاحب السمو الأمير سلطان بن عبدالله بن مساعد آل سعود وإلى سيدي صاحب السمو الأمير الدكتور مشعل بن عبدالله بن مساعد آل سعود المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين وإلى سيدي صاحب السمو الأمير مشاري بن عبدالله بن مساعد آل سعود وإلى صاحب السمو الأمير سعد بن عبدالله بن مساعد آل سعود وإلى صاحب السمو الأمير بندر بن عبدالله بن مساعد آسعود وإلى صاحب السمو الأمير تركي بن عبدالله بن مساعد آل سعود وإلى صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن مساعد آل سعود وإلى صاحبات السمو الأميرات وأحفاد وحفيدات سموه وكافة الأسرة الكريمة.