فاطمة العتيبي
من المؤكد أن المتباكين على الربيع العربي خاصة بعد هذه الحفرة من النار التي سقطت فيها الدول التي هب عليها هذا الخريف فأسقطها وأدماها وأعادها إلى الوراء مئات السنوات. هم في رأيي في مرحلة (داعشي إلا ربع) فمآلات هؤلاء المتباكين حتما ستتحد تماما مع خطاب التدعشن لأنهم يلتقون معه الآن بعدة نقاط!
العالم مشغول في اكتشاف المزيد من فرص الحياة للإنسان، ونحن يقتل الإنسان نفسه وأهله وأبناء وطنه مصدقا أنه في طريقه للقاء حميم مع حورية في الجنة!
لكن قبل أن يصل لهذه الفكرة العبثية يكون الداعشيون إلا ربع قد أعدوه، وهيأوه وأسروا له باللعن والحقد على الغرب وأمريكا والمؤامرة التي يحيكها العالم له.
الربيع العربي قام به الشباب ببراءة بحثا عن حياة أفضل لكن الحركيون سرقوه وجعلوا أجساد الشباب سلما يرتقون عبره للسلطة!
تونس، ليبيا، مصر، اليمن، سوريا، وكان مخططا أن تعقبهم السعودية، لكن مشيئة الله ثم الوحدة الوطنية حمت المملكة العربية السعودية من بلاءات هذا الخريف الماحق.
تحتاج بلدان الخريف العربي إلى مائة سنة لتتعافى من هذه النيران التي اندلعت فيها، ولن تكفي، لأن هذه الدول لن تكون مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورا بلدان أختار ت شعوبها رهان الحياة فأغلقوا على أنفسهم مربعات التفكير في السياسة وركزوا جهودهم في التنمية.
للأسف الشعوب العربية مصابة بلوثة السلطة منذ انقسام الدويلات عن الدولة الإسلامية الأم وحين انقسمت الدويلات بعد صراعات مريرة وقتل ودمار، واستقرت وازدهرت، تعود هذه الشعوب لدوامة الحروب والاقتتال تحت حلم الدولة الواحدة يدغدغ أحلامها تجار السياحة والسياسة!
أوروبا أتحدت وتحالفت دولها ووحدت العملة وبقي البريطاني بريطاني والفرنسي فرنسي، بلا دموية ولاقتل ولا طعن ولا لعن، ولاسقوط ضحايا ولا استغراق مجنون في حكاية المؤامرات التي صارت تنافس حكايات شهرزاد!
وليس ثمة حل إلا أن نقف في وجه الدواعش إلا ربع لأنهم مؤلبين ومحرضين وعقارب تلدغ وتسرح وتمرح!