خالد الربيعان
أثارت صفقة انتقال هزازي الأخيرة للنصر العالمي الكثير من القضايا علي جميع المستويات، لكنني بشكل شخصي نظرت لها وإلى حال نادي النصر من الناحية التسويقية البحتة، ولفت نظري بعض الأمور، النصر الأن بهذه الصفقة ذات المبلغ الكبير قد فتح باب الشهرة الإقليمية والدولية على أوسع نطاق في منطقتنا العربية، وهو الباب الأسهل هذا الباب هو باب المال، وما أسهله من باب وهو باب تنحني له العقود!!
في كرة القدم هناك طريقتان للوصول إلى الإعلام والشهرة والقوة، الطريقة السهلة وهي أن تنفق فقط!، تدفع المال كما تشاء لتشتري اللاعبين ولن يقف أحد أمامك إلا القليل ولكنك ستفوز! ، والأمثلة على ذلك كثيرة منها ناديا الهلال والاتحاد في فترة من فترات الرياضة السعودية وعالمياً باريس سان جيرمان و مانشستر سيتي وحتى ريال مدريد ، ولكن الصعوبة كل الصعوبة أن تقوم بتطبيق الطريقة الأخرى، طريقة الفكر وإدارة المال معاً وهو الفكر الرياضي الكروي السليم، وهو أن يكون التسويق الرياضي هو الخطة ولو على المدى الطويل، كما يفعل برشلونة الإسباني ونادي بورتو البرتغالي دورتموند في ألمانيا الذي يطبقوا أرقى نظم التسويق الرياضي.
النصر بحث عن صفقة يتحدث عنها الجميع طويلاً ذات قيمة مالية وفنية وذات ضجة إعلامية لهم، قام بعمل صفقة تاريخية رقمياً، مثلها مثل صفقة بيل لـ مدريد ذات الـ 100 مليون يورو!، النصر تعاقد مع هزازي في أكبر صفقة في تاريخ الكرة السعودية، وقبله يحيي الشهري حيث بلغ مجموع الصفقتين 98 مليون ريال سعودي وهو مبلغ تاريخي رهيب للكرة السعودية!
من جانب آخر انتقل للنادي بمبالغ كبيرة عدد من اللاعبين وهم أحمد عكاش والجبرين وعدد من اللاعبين المحليين، ثم تعاقد مع «المهاجم»! مورا الأروجواياني من ريفر بليت الارجنتيني وسبقة الرائع الأصلع العجيب أدريان وأيضا فابيان، إذن العملية عملية شراء فقط لتغطية احتياجات الفريق والتي تمنيت لو امتزجت بفكر تسويقي احترافي لبلورة هذه الصفقات !
النصر انطلق باحترافية جبارة أيضا في قطاعات الناشئين والشباب بفكر إداري برشلوني صرف حيث غطى كل ما يحتاجه هذا القطاع من جميع الجوانب كـ الجوانب الثقافية والتربوية ومعسكر متكامل وانتهاءً بخمسة ملاعب مجهزة تجهيزاً كاملاً حول النادي تدعمهم والتي آتت ثمارها بثلاثية الفئات السنية هذا الموسم، واستثمر النصر أيضا في الكوادر الإدارية التي أدارت ونجحت بالوصول إلى أعلى الأهداف في صرح الناشئين والشباب، لذا أتمنى النظر بعين الاعتبار من القائمين على النصر التركيز على الجوانب الاستثمارية الخاصة بخريجين مدرستهم في الأعوام القادمة إما بالبيع أو الإعارة أو تمثيل النادي.
النصر يمتلك كل مقومات النجاح من مال وجمهور وكوادر إدارية وتنظيمية ولاعبين وشهرة تخطت الأزمان، ولكنه لا يستغل منها سوى المال فقط ، وهذا فكر خاطئ حيث تعاقد النصر العام السابق مع شركة «صلة « للتسويق الرياضي ولم تحقق نجاحاً يذكر في جوانب الاستثمار بالنادي أين دور دارة الاستثمار والتطوير بنادي النصر بقيادة الأستاذ شرف الحريري وما دورها، لماذا غير مفعله؟ لماذا لم تعمل حتى الآن؟ أين الرعايات أين تنوع الاستثمارات، النصر بجماهيره يمكن أن يصل لأعلى مستويات الاستثمار والتسويق الرياضي لا بد من تفعيل هذا الصرح الاستثماري أتمنى في الموسم القادم أن نرى أنواع الرعاة سواء كانوا رسميين أو رعاة فرعيين ونرى أيضا جوانب استثمارية متعددة في كيان النصر والذي يوحي باستقرار طويل الأمد بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي !
أخيراً يمكننا أن نطلق على هذا الوقت ( ثورة مال النصر.. وربما قريباً سوف يحاذيها.. ثورة فكر النصر) وأتمنى أن نراه يسود في أطراف الكرة السعودية سواء أندية واتحادات.. ثورة مال.. يقابلها.. ثورة فكر!.