جاسر عبدالعزيز الجاسر
لن تكون الحكومة الشرعية اليمنية برئاسة عبد ربه منصور هادي في عجلة من أمرها للعودة إلى اليمن عبر عدن التي استكملت تحرير نفسها بأيدي أبنائها.
الرئيس الشرعي أرسل إلى عدن بعد طرد الانقلابيين من الحوثين وأتباع الرئيس المعزول علي عبدالله صالح وفداً وزارياً مكوناً من وزراء الداخلية والنقل والصحة وعدد من العسكريين والأمنيين ورجال الدولة.
والاختيار يوضح طبيعة المهمة الموكلة لهؤلاء الذين سيأسسون لليمن الجديد، فوزير الداخلية الذي اصطحب معه عدداً من الضباط والخبراء الأمنيين ستكون مهمته تأمين الأمن وإعادة الاستقرار إلى محافظة عدن وكل محافظة تنجح المقاومة الشعبية والقوات الشرعية في تحريرها.
أما وزير النقل، فمهته ستكون تشغيل المنافذ والموانئ والمطارات اليمنية التي تستعيدها المقاومة من الانقلابيين، بدءاً بمطار عدن الدولي وميناء عدن، وقريباً ميناء المخا والحديدة. والهدف من تأهيل وتشغيل هذه المنافذ البحرية إضافة إلى مطار عدن الدولي هو استقبال المساعدات ومواد الإغاثة التي تحتاجها المدن المحررة وبالذات عدن وتعز اللتين وصلتا إلى درجة المجاعة. وكانت الأمم المتحدة التي تحتفظ بمئات الآلاف من أطنان مواد الإغاثة الطبية والغذائية قد منعت إرسال هذه المواد إلى عدن ومواصلة إرسالها إلى الحديدة وصنعاء وهما المنفذان اللذان تحت سيطرة الانقلابيين، أما منفذا عدن الميناء والمطار فقد تحججت الأمم المتحدة بعدم تأمينهما، ومهمة باسلمة وزير النقل في حكومة خالد بحاح الشرعية أن يُعجل بتأهيل وتأمين وتشغيل مطار عدن وميناء عدن والطرق المؤدية إليهما، ومن ثم الإعداد لتشغيل الموانئ الأخرى والمطارات الأخرى التي تتجه قوات الشرعية والمقاومة الشعبية لتحريرها.
طبعاً مهمة وزير الصحة معروفة ومحددة سلفاً، وهي تأهيل وإعادة تشغيل المشافي الصحية والمراكز العلاجية التي يحتاجها اليمنيون كثيراً في مثل هذه الظروف.
الوفد الذي أرسله الرئيس عبد ربه منصور هادي يضم كبار ضباط العمليات والتخطيط العسكري الذين سيطورون المعارك الدائرة على الساحة اليمنية باتجاه الشمال انطلاقاً من عدن، وبدلاً من أن ينشغل رجال المقاومة الشعبية وقوات الشرعة بنهب عدن مثلما فعلت قوات علي صالح أبان معارك الدمج عندما أعلن علي صالح استباحة عدن ومدن الجنوب ثلاثة أيام معيداً أساليب حروب القرون الوسطى.
يتفرغ رجال المقاومة الشعبية وقوات الشرعية لإعداد قواتهما التي حصلت على قوى إضافية عندما انضم إليها الضباط وضباط الصف اليمنيون الذين سرحوا من الجيش بعد ضم الجنوب للشمال، كما تم تطوير أداء الوحدات العسكرية التي ظلت وفية للشرعية بدعمها بالأسلحة التي تسقطها قوات التحالف العربي بمظلاتها لهم ووصول قادة متمرسين لقيادة تلك الوحدات.
إعادة تنظيم قوات الشرعية ورفدها برجال المقاومة الشعبية وعودة ضباط الخبرة الذين عزلهم علي عبدالله صالح أثناء فترة حكمه مكنت القيادة الشرعية من إعادة تكوين جيش قادر على طرد الحوثيين وأتباع المعزول علي عبدالله صالح الذين لم يعد أمامهم سوى الرضوخ للشرعية وتنفيذ ما يطلب منهم، ومن أهمها إخلاء المحافظات والمدن من وجودهم العسكري، إلا القتل والأسر مثلما حصل للمئات منهم في عدن.