جاسر عبدالعزيز الجاسر
كشف وزير الصحة المهندس خالد الفالح عن أن عدد المؤمن عليهم صحياً بلغوا أكثر من عشرة ملايين، منهم أكثر من ستة ملايين من الوافدين وثلاثة ملايين وثلاثمائة وثمانية وثلاثون مواطناً سعودياً.
الوزير الذي يعول عليه الكثيرون من المواطنين بأن يوجد حلاً ويصلح الخلل الذي أفرزه تطبيق نظام التأمين الصحي الذي نجح كثيراً في تحقيق نتائج ايجابية طيبة للوافدين من العاملين في القطاع الخاص، وهي فائدة طالت (بركتها) العاملين السعوديين في القطاع الخاص، أما باقي السعوديين فلم يستفد منهم سوى ثلاثة ملايين مواطن وهو ما يعني حرمان أربعة وعشرين مليون مواطن تقريباً، إذن وبحسبة بسيطة فمن ضمن سبعة وعشرين مليون مواطن أو أكثر لم يستفد منهم سوى ثلاثة ملايين، إذ كيف يقول الوزير (إن نظام الضمان الصحي حقق أهدافه الاستراتيجية)..!!
لا ندري كيف تحققت الأهداف الاستراتيجية والاستفادة محصورة على الوافدين أما المواطنون فالمستفيدون 3.338 مليوناً فقط، أما الباقون فمحرومون من فوائد الضمان الصحي ويعتمدون على خدمات المستشفيات الحكومية التي تردت خدماتها وتباعدت مواعيدها وقد أدى تدفق حاملي التأمين الصحي على المستشفيات الخاصة إلى رفع أسعارها بشكل جعل كثيراً من المواطنين يفضلون السفر إلى خارج المملكة للعلاج، كونه أقل تكلفة رغم زيادة أعباء وتكاليف السفر من تذاكر طائرات وسكن في الفنادق وأسعار العلاج ومع هذا يكون أقل من تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة السعودية التي تعمل بكامل قدراتها لتدفق حملة بطاقات التأمين الصحي وجلهم من غير السعوديين فحتى يقتنع وزير الصحة ومن قدموا تقارير تحقيق الأهداف الاستراتيجية نورد قائمة بالمحرومين من التمتع بالضمان الصحي الذي ظهر بأنه موجه لخدمة الوافدين، أما السعوديون فلهم الله، والسعوديون المحرومين من هذا النظام هم:
1 - جميع الموظفين السعوديين في الوزارات والقطاعات الحكومية باستثناء منسوبي القوات المسلحة والحرس الوطني والأمن العام.
2 - جميع السعوديين المتقاعدين سواء الذين كانوا يعملون في وزارات الدولة والقطاع الخاص.
3 - جميع السعوديين والسعوديات خاصة الذين لا يعملون في القطاع الخاص.
آخر المضايقات الموجهة للسعوديين في نظام الضمان الصحي الذي حقق أهدافه الاستراتيجية حسب ادعاءات وزارة الصحة، هو حرمان والد ووالدة من يتمتع بالتأمين الصحي الذين يعملون في القطاع الخاص، فالتأمين محصور بالشخص العامل وزوجته وأولاده أما الأب والأم فعليهم التوجه للمستشفيات الحكومية، أو تحمل تكاليف باهظة لا يتحملها الكثيرون.
المواطنون وقبلهم القيادة عندما اختارت المهندس خالد الفالح ابن مدرسة أرامكو كانت تهدف إلى اصلاح منظومة الصحة، وتمكين السعوديين في الحصول على خدمة صحية تتناسب مع مكانة المملكة العربية السعودية الاقتصادية وتتوافق مع الاهتمام العالي للقيادة بالسعوديين وهو ما ننتظره من المهندس خالد الفالح، أما القول بأن الضمان الصحي قد حقق أهدافه فهو قول صادم للسعوديين ومفرح للوافدين.