إبراهيم بن سعد الماجد
من شؤم الإنسان أن لا يزيده عمره إلا صفاقة وسوء عمل.
شيخ هرم بلغ من العمر مبلغاً ما زاده علماً ولا عقلاً ولا تديناً. تخريفاته لم تكن و ليدة خرفه العمري، فقد كان يعاني من الخرف وهو في شبابه, قاتل من أجل الناصرية وفي الأخير انقلب على الناصرية, وهذا يؤكد أنه ليس من أصحاب المبادئ ولا من أهل الأخلاق.
كان قد بنى حول نفسه أسطورة بأنه الصحفي الأوحد في مصر الستينات من خلال علاقاته المريبة مع أجهزة المخابرات الغربية والصلات المشبوه التي كانت تربطه ببعض سفراء الدول الأجنبية في مصر، ذلك ما كشف عنه أقرب المقربون إليه في ذلك العهد، والرجل مازال يعيش في الماضي، يبحث عن أمجاد وسط الأنقاض وبين الأطلال والركام، ولكن هيهات فإن ذلك البريق الكاذب وتلك الهالة الباهتة من الضوء والتي صنعها حول نفسه قد بددتها الأيام وعرّتها السنون، فهو مازال متعلقاً بأذيال جلباب عبدالناصر وإيران -محمد مصدق- ولحظة العدوان الثلاثي على مصر من خمسينات القرن الماضي.
رجل فقد الإحساس بالحاضر لأنه غارق في كهوف الماضي السحيق، شيخ هرم جل عمره مبذول في المؤامرات والدسائس حول أصدقائه وأولياء نعمته من الذين أوصلوه لعالم الصحافة والمجد الزائف في ذلك الزمن ممن عملوا معه في حقل الصحافة والسياسة.
لم تسعفه كتبه التي برأ فيها الاتهامات التي طالته في شرف مهنة الصحافة التي تسلقها لينال بريقاً كاذباً منسوج بعلاقاته المشبوهة مع عالم الجاسوسية التي كانت تنشط في أوساط بعض الصحفيين عديمي الأخلاق في تلك الحقبة من التاريخ.
وعندما تجاوزه الناس وتخطته الأحداث أخذ يشتم هنا ويلعن ذاك بحثاً عن أمجاد مفقودة وشرف مهنة مهزوز.
لكنه لم يستفد من تجربته الطويلة المليئة بالمزالق والهزائم والإنكسارات، بأن التطاول على الكبار لن يزيد القزم إلا تقزما ولايزيد اللّعان إلا فحشاً وسوء خاتمة.
مازال يدعي وبعقلية خربة خرفة بأنه يملك مفاتيح أسرار المعلومات كما كانت تزوده بها علاقاته الجاسوسية السابقة مع أجهزة المخابرات العالمية في ذلك الزمن، فإذا به يهرف بما لا يعرف ويغرف من أمكنة فاتها القطار وتخطاها الزمان فإذا بتخريفاته تخرج رقيعة ركيكة يعلوها غبار الماضي، ولا تصلح إلا أن تنشر في صحيفة حقيرة من صحف القرن الماضي.
منذ نشأة هذا الرجل (ولشيء في نفس يعقوب) وهو يتطاول على المملكة بفاحش القول وبباطل الكلام وزيف الحقائق، ولكنه طبع اللئام عندما يتمردون على كرم وصفح العظام.
في عام 1953م قال: إن الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية آيلة للسقوط, واليوم ونحن في عام 2015م يردد نفس العبارة!! وكأنه لم يفقه الدرس ولم يعِ حقيقة التاريخ! لكنه معذور ففقه الرجال مسألة لا يعرفها إلا من يقاربونهم في صفاتهم, وأنى له ذلك الشرف؟..
مشكلة اللئيم أنه لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً, لا حدود تضبطه ولا شيم تردعه.
فهذا المأجور محمد حسنين هيكل قد بات هيكلاً في جسده وعقله وضميره, وتلك عادة الأقزام فدائماً ما يحاولون الصعود على أكتاف العمالقة, ولهذا فهو ينال من المملكة العربية السعودية وقيادتها بين فينة وأخرى ليعيد لنفسه لمعانها الكاذب وبريقها المفقود.
فيجب أن يعرف هيكل ومن يسير سيره ومن يقف وراءه أن المملكة العربية السعودية كلها آل سعود، فنحن أسرة واحدة والنيل من قيادتنا يُعد نيلاً من كل فرد في المملكة, ولا نقبل أن يتطاول على قادتنا أيّ كائن من كان، فنحن لهم فداء.
الشرفاء في الإعلام المصري وفي الساحة الثقافية المصرية تعرف أن هذا الهيكل لا تهمه مصر ولا يعنيه المصري, وإنما كل همه مصلحته الآنية, وعندما أقول الآنية فإنني أعني أنه لا يملك خطة إستراتيجية يسير عليها حتى ولو كانت باطلة, فهو رجل متخبط منذ نشأته, ولذا فإن المطلوب من شرفاء الإعلام المصري أن يسمعوننا أصواتهم, فنحن لا نريد أن يوسوس لنا الشيطان تجاههم.