إبراهيم بن سعد الماجد
زرت قبل أيام سوق البشوت الشهير في وسط مدينة الرياض بجوار قصر الحكم, هذا السوق التاريخي الذي يُعد من الأماكن التي يقصدها الضيوف الأجانب تحديداً,كونه يحكي تاريخاً وتراثاً سعودياً جميلاً وأصيلاً.
زرته وليست هذه الزيارة الأولى لي لهذا المكان والزمان الجميل, ولكنها هذه المرة كانت مختلفة, حيث جلست إلى أحد العاملين الأساسيين القدماء في هذا السوق وحكى لي مأساة يعيشونها أصحاب المهنة السعوديون, تتمثل بهذا (الغزو) الأجنبي لهذا السوق, حيث لم يعد السعودي يمثل أكثر من 20% بينما البقية غير سعوديون وأغلبهم يعملون لحسابهم الخاص تحت أسماء متسترة!
حكى لي صاحب محل مضى له في هذه التجارة ما يقارب ثلث قرن, وفي هذا السوق تحديداً ,حكى عن وضع لا يمكن أن تقبلها الجهات الرسمية سواء منها التجارية كوزارة التجارة أو الأمنية أو حتى هيئة السياحة والآثار, فالتجارة غافلة عن عمليات تسر واضحة وضوح الشمس, يدلل صاحبي هذا على ذلك بأن العامل في هذا المحل وذاك كل فترة تتغير لافتة محله باسم جديد! وهذا مؤشر على أن العملية تستر! والجهات الأمنية غافلة عن فوضى عمالة بعضها غير نظامي والبعض الآخر نظامي لكنه يمارس الغش في البضائع علناً من خلال تغيير (استكر) المشالح الرديئة بمسمى وطني موثوق به!
أما هيئة السياحة والآثار فإن قضيته معهم تتمثل في عدم حرصهم على هذا المركز التراثي المميز وجعله من ضمن الأماكن التي لها حضور في أجندة الهيئة كون هذا السوق يُعد بالفعل مزاراً تراثياً جميلاً لافتاً, ولذا فإن المأمول أن يكون جميع العاملين فيه خاصة الباعة من الشباب السعوديين, وهذا لن يتأتى مالم يكون هناك تعاون بين كافة الجهات مثل هيئة السياحة والآثار ووزارة التجارة ووزارة العمل.
حقيقة إن هذا السوق يُعد البقية الباقية من تراثنا الذي نعتز به كباراً وصغاراً, حيث يحوي لباسنا الرسمي ولباسنا التراثي, وأعني باللباس الثوب والمشلح والسيف والخنجر والعصا والحذاء وغيرها من الأشياء الجميلة التي بعضها لم تعد تُقتنى بقيت فقط تُراثاً نستمتع بمشاهدته مع صغارنا.
إنني أتطلع إلى لفتة جميلة من الأمير النشط سلطان بن سلمان تجاه هذا السوق السعودي بامتياز ,فهو في الحقيقة يمثلنا كتاريخ وتراث مستمر,ويلاقي من قبل زوار بلادنا إقبالا كبيرا.
والله المستعان.