يوسف بن محمد العتيق
في السياق الذي سبق وأن تحدثت عنه في هذه الصفحة ، وهو أن لدينا برامج حوارية في بعض القنوات الفضائية تؤدي دوراً مهماً في حفظ موروث تاريخي هو موجود في صدور الرواة والشهود، ويجب أن ينتقل من الصدور إلى السطور في الكتب والموسوعات حتى يكون تاريخنا الوطني محفوظاً بكل جوانبه قدر المستطاع.
ومن الأمثلة التي وقفت عليها، وهي برامج تستحق أن تذكر فتشكر ، وأن ينظر إليها بالاهتمام والمتابعة وأن لا يكتفى بوقوفنا عند بثها فقط، بل استفادة المعنيين بتاريخنا المحلي مما طرح فيها ووثقه الضيوف من تجارب شخصية لهم.
البرنامجان هما : (وينك) يقدمه محمد الخميسي ، و(صنّاع الثروة) يقدمه صالح الثبيتي، فالأول تقوم فكرته على لقاء شخصيات وطنية برزت يوماً ما ثم توارت عن الأنظار وعدسات الإعلام لسبب أو لآخر ، مع أنها لازالت على قيد الحياة، منهم على سبيل المثال: إبراهيم خفاجي، الفنان جميل محمود، الدكتور زهير السباعي، الفريق أسعد عبد الكريم، وغيرهم من الشخصيات العامة.
والبرنامج الثاني تقوم فكرته على مقابلة شخصيات اقتصادية صنعت ثروة ، والثروة بحسب البرنامج ومقدمه أوسع من المال ، بل هي الثروة الحقيقة في تقديم الإنسان لمجتمعه شيئاً يستحق الذكر، ومن ضيوف هذا البرنامج ممن تحدث عن جوانب مهمة بعضها في عهد المؤسس والملك سعود: عبد الله فؤاد، صالح المطرودي، صالح البازعي وغيرهم .
في اعتقادي أنه لو قامت إحدى الجهات المعنية بتاريخنا الوطني، واستفادت من هذه المعلومات التي تدخل ضمن التاريخ الشفهي، وقارنتها بمصادر وطنية مكتوبة سنجد إضافات ثرية ومهمة تخدم الباحث ، وتعين على نظرة أكثر تكاملاً لمجتمعنا السعودي، وبخاصة توثيق نماذج من عمل السعوديين في الخارج، والتغير الاجتماعي الذي صاحب خروج النفط في بلادنا.