عبدالله العجلان
بعيداً عن الخطأ الإجرائي الذي اتخذته الرئاسة العامة لرعاية الشباب لإنقاذ نادي الاتحاد من تبعات وإفرازات الأزمة المالية التي مر بها في السنوات الأخيرة، فإن الوضع في مجمله وفي غالبية الأندية السعودية يشير إلى أننا مقبلون على كوارث مماثلة لن تستثني أحداً خصوصاً في المرحلة المقبلة، وبعد أن تزداد الأعباء وتتراكم الديون في ظل الإنفاق الفوضوي الباذخ، وغياب التمويل المنظم سواء بالدعم الحكومي المضمون أو البرامج والمشاريع الاستثمارية..
ما قامت به الرئاسة إلى جانب أنه تصرف مخالف وغير عادل ومحرج لها أمام بقية الأندية، فهو كذلك بالنسبة لنادي الاتحاد مجرد حل وقتي ستكون له آثار سلبية مكلفة ومربكة في المستقبل القريب، لذلك فهي – أي الرئاسة – مطالبة بإقرار أنظمة ولوائح تطبق على مجالس إدارات الأندية وتلزمها بالتقيد بها لحمايتها من هكذا فوضى وضبط أدائها وإنفاقها ، إضافة إلى عدم تداخل الالتزامات المالية فيما بين الإدارات المتعاقبة، بحيث تتحمل كل إدارة أخطاءها ونتائج قراراتها..
الكثيرون لا يعلمون أن إدارات الأندية ملزمة بحسب اللائحة الأساسية الموحدة للأندية بعقد اجتماع عادي لجمعياتها العمومية مرة واحدة سنوياً على الأقل في نهاية الموسم الرياضي، وفيه تتم مناقشة الحساب الختامي للسنة المنتهية والمصادقة عليه، وفي نفس الوقت مناقشة واعتماد خطة عمل الإدارة ومشروع الميزانية للسنة المقبلة، لكن الرئاسة العامة لرعاية الشباب لا تهتم ولا تتابع ولا تحاسب الأندية على عدم عقدها لهذا الاجتماع المهم والضروري، وبالتالي أصبح أمراً هامشياً لدرجة أن معظم الأندية تمضي سنوات عديدة وتتغير خلالها إدارات دون أن تعقد اجتماعاً واحداً نظامياً لجمعيتها العمومية، الأمر الذي أنتج المزيد من الكوارث والأزمات، ليس فقط في الأمور المالية وإنما كذلك الخطط والبرامج والتعاملات الإدارية والفنية داخل النادي وخارجه، حاضره ومستقبله..
طالما أن الأندية ولا أقول فرق كرة القدم تحت مظلة وإشراف الرئاسة العامة، فعلى هذه الأخيرة أن تضع على وجه السرعة حداً لفوضى إدارة شؤون الأندية، وتخضعها وبالذات في مجال الإيرادات والمصروفات لمراقبتها بصفة دورية بواسطة الجمعيات العمومية العادية وبالأخص في حالة انتهاء فترة مجلس إدارة ومجيء آخر، والأهم في تقديري في هذا الشأن هو ألا تتذرع الأندية بالدعم المباشر وغير الواضح من أعضاء الشرف الذين لا يرغبون بذكر أسمائهم لاعتبارات مختلفة، وتحديداً في موضوع التعاقدات وصفقات اللاعبين التي عادة ما تكون مفرحة في بدايتها، لكنها تتحول مع مرور الوقت إلى معاناة وديون مرهقة يصعب الإيفاء بها واحتواء انعكاساتها، تماماً كما يحدث اليوم في كثير من الأندية.