عبدالله العجلان
على الرغم من تزعم الهلال للأندية السعودية في تعداد وتنوع البطولات إلا أن إحرازه لكأس الملك سلمان لم يكن بالمنجز العادي العابر بالنسبة لجماهيره ومسيريه، وذلك لأسباب عديدة من أبرزها أنها بطولة تحمل اسماً غاليا، إضافة إلى أنها جاءت بعد سيناريو دراماتيكي مثير أثناء مجريات المباراة النهائية، وفي توقيت لو لم يحقق فيه الكأس لكانت المرة الأولى التي ينهي فيها منذ أربعين عاما موسمين متتاليين بلا بطولة، كما أنها بطولة غابت عن الهلال أكثر من 25 عاما بعد أن توقفت 17 عاما في الفترة من 1990م ولم تستأنف إلا في 2007م ، ولم يتمكن من إحرازها إلا هذا الموسم، وعلى حساب منافسه التقليدي والعائد بقوة في الموسمين الأخيرين النصر.
مر الهلال هذا الموسم بظروف ومنغصات وإخفاقات من الصعب على جماهيره تحملها والتعايش معها، خصوصا بعد خسارته القاسية والغريبة في نهائي آسيا أمام سيدني الأسترالي، وكثيرون أكدوا أنها ستفرز مشكلات إدارية وفنية وجماهيرية ليس من السهل احتواؤها والخروج منها بسلام وبنتائج تقنع جماهيره الساخطة طيلة المواسم الأخيرة، وزاد الطين بلة أن التراجع الهلالي تزامن مع نهوض النصر ما زاد من وتيرة الغضب الهلالي والضغط الجماهيري والإعلامي على إدارته السابقة برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد.
في زحمة هذه المعضلات المحبطة تولى قيادة الهلال الرئيس المكلف الاستاذ محمد الحميداني، هذا الذي عانى ودعم وأنفق الكثير بلا منة ولا استعراض ولا ضجيج، كانت تضحية منه أشبه بالمغامرة لأداء مهمة شاقة مرهقة وسط أجواء متوترة، لخوض استحقاقات محلية وآسيوية صعبة، لكن هذا النبيل استطاع أن يتفوق ويتجاوز الأزمات بحنكة وهدوء ويصل بالهلال إلى مستويات ونتائج لم يحلم بها أكثر المتفائلين الهلاليين، حيث ضمان المشاركة في النسخة القادمة لأبطال آسيا ثم التأهل لربع نهائي بطولة آسيا الحالية واختتمها ببطولة غالية كانت عصية على الهلال خلال المواسم التسعة الماضية.
الحميداني بنجاحاته التي تحققت في مدة وجيزة وفي ظروف جدا صعبة ومعقدة أثبت بإدارته الرزينة أن ما كان ينقص الهلال في المواسم الأخيرة هو العمل بجد وجهد وفكر وإمعان بواقع النادي والتعامل معه باحترافية خالية من الصخب والضجيج والتأجيج، مبروك للهلاليين بطولة الملك سلمان، مبروك للرئيس الخلوق محمد الحميداني وجهازه الإداري ولكل من ساهم في تتويج معاناة وآلام الهلاليين ببطولة هي الأغلى والأجمل في شكلها وقيمتها ومعناها وأبعادها الفنية والإدارية والجماهيرية وحتى الشرفية على مستقبل الهلال.
من الآخر
* نجاح أعضاء شرف الهلال المؤثرين بإقناع الأمير نواف بن سعد ليكون رئيسا في المرحلة المقبلة هو في تقديري إنجاز هلالي آخر نظرا لمكانته وإمكاناته وخبرته.
* بطولة كأس الملك سيكون لها تأثير إيجابي داعم ومحفز لإدارة الأمير نواف بن سعد لاتخاذ القرارات المناسبة لفترة الإعداد المهمة لأبطال آسيا قبل وأهم من أي شيء آخر.
* على الهلاليين ألا ينسوا في أفراح بطولتهم مواقف وتضحيات الرئيس السابق الأمير عبدالرحمن بن مساعد.
* قدم المدرب اليوناني جورجيوس دونيس نفسه كأحد المدربين المتميزين الذين مروا على الهلال ليس بسبب بطولة كأس الملك وإنما للتطور الفني اللافت والسريع الذي أضافه للفريق خلال أقل من أربعة أشهر من بداية عمله، والتجديد معه خطوة ناجحة ستفيد الفريق في المنافسات المحلية والآسيوية القادمة.
* في الوقت الذي يبدع ويتألق ويسجل فيه الخلوق محمد السهلاوي ويقود فريقه النصر للعديد من الانتصارات، نجد ناصر الشمراني وقد تحول إلى زلزال كلام واستفزاز خارج الميدان، أما في الملعب فعدمه أفضل من وجوده..!
* كنت ومازلت أرى أن حسين عبدالغني في خبرته وقيادته وشخصيته إضافة إلى مستواه الفني هو اللاعب الأكثر تأثيرا في عودة النصر للبطولات، لكنني أستغرب لماذا يصر دائما على إفساد تفوقه بتصرفات متهورة لا تليق بعمره وقيادته وتسيء لتاريخه الطويل في الملاعب، وما حدث منه في النهائي وبحضور الملك سلمان يجب ألا يمر على لجنة الانضباط مرور الكرام؟!