فهد بن جليد
بعد أن ذهب الجوع، وصام من صام (ستة من شوال)، بدأت المحطات التلفزيونية في التنافس على كعكة (ما بعد رمضان)!
هي أشهر كذبة، و أخطر لعبة إعلامية، يُنتجها تحالف المصالح بين بعض (المحطات التلفزيونية) مع بعض (شركات الإعلان)، لتحديد مسار الإنتاج للعام المُقبل، والتحكم في المعروض، ربما أن الهدف الظاهر منها هو جني مزيد من الأرباح، وهذا بالتأكيد لا يُلغي أي هدف أخلاقي (خفي) لتقييم تجربة أكثر البرامج (تفسخاً) و(تعرياً) ومعرفة أثر المَشاهد الأكثر جرأة على (حرمة رمضان) وكيف استقبلها الصائمون!
النتائج حتماً تُزيح (الخطوط الحمراء) عن مكانها، لتُعلن القبول بمساحات جديدة، وهو ما يؤثر حتماً على ما سيتم عرضه في رمضان (القادم)، وربما رسم خارطة (ما بين الرمضانين)!
إذا كان الأمر بالنسبة للمُشاهد انتهى، سوى من (إعادة) بعض المُسلسلات والأعمال الفنية، على أمل أن يكون بقي فيها (عراش تسويقي) للمحطات العربية، فإن مضمار التنافس للتو بدأ مُنعطفه الأخير، بنشر (لعبة الاستبيانات) ونسب المُشاهدة، لأكثر البرامج والمُسلسلات مُتابعة، وأشهر المحطات نجاحاً، وبعدها يأتي أفضل مُذيع، وأفضل مُمثل، ثم أجمل مُمثلة أداءً، وأرق وجه رمضاني، وأخف (مذيع مُسابقات) دماً، وربما عقلاً بكثرة (التنطيط والغناء)... إلخ.
هناك من يتحدث أن النسب معروفة مُسبقاً، ومحسومة لدى كثير من العاملين في الحقل الإعلامي، لأنها تصب في خانة شركات إعلانية مُعينة، بينها وبين مؤسسات البحث والرأي (تحالفات) تجارية، وهو ما يُهدد المصداقية! ولا يعكس بالضرورة رغبة المُشاهد الحقيقية، ومدى رضاه عمّا قُدم بالفعل سواءً على تلفزيوننا العزيز أو تلك المحطات الحكومية أو التجارية.
هذه النتائج المُضللة هي من تقود وتصنع شاشة رمضان (المُقبل) لتكون أكثر تشوهاً، حتى وإن كانت أكثر ربحية!
من المُخجل أن نبقى مُتفرجين على (ما عُرض في رمضان)، وما يحدث الآن.
وعلى دروب الخير نلتقي.