عماد المديفر
لاقت التصريحات الأخيرة لعميل طهران في العراق، الطائفي المخلوع نوري المالكي- والذي يشغل منصب نائب الرئيس العراقي - استنكاراً قوياً على نطاق واسع، كونها تصريحات خبيثة، تخالف الواقع،
وتقلب الحقائق، وتتكامل مع أهداف التنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة، اللتين تلقيان كل الدعم والرعاية من قوى الشر والإرهاب الدولي، وعلى رأسها إيران الولي الفقيه، دولة الإرهاب الأولى في العالم.
وهذا ليس بمستغرب.. لكن ما هو مستغرب فعلاً أن تصدر تصريحات مشابهة لتصريحات المالكي من رموز لتنظيم الإخوان المسلمين ومريديهم خارج وداخل المملكة، هذا التنظيم الذي يدعم هو الآخر هذه التنظيمات الإرهابية، ويغذيها فكرياً وعقائدياً، وينسق معها، ويمدها بالأفراد، والمال، وهو من سعى ويسعى لهدمنا من الداخل، وتوريطنا ووسمنا بالإرهاب في الخارج أكثر من غيره، كونه طابوراً خامساً لعدو بيننا، من بني جلدتنا، ويتكلم بلساننا، ثم لا نجد تنديداً لهذه التصريحات، ولا عُشر ما لاقاه تصريح المالكي.. وهو ما يدعو للحذر!
إن أحد من يُسمون بـ «الدعاة» يردد دون مواربة: «داعش نبتة سلفية»، وآخر يكتب مقالاً بعنوان: «السلفية.. هل هذا وقتها؟»، وغيرهم يردد ذات دعاية العدو، وأن المملكة بدعمها للأفغان في تحريرهم لأراضيهم المحتلة حينها، وفق القوانين والأعراف الدولية، إنما هي تدعم القاعدة! بل إن - يوسف ندا- أحد كبار رموز تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي - الحليف القوي لنظام الولي الفقيه - يقول للغرب: «عندما اعتلى فهد بن عبد العزيز عرش المملكة العربية السعودية عام 1982م توسع في افتتاح جامعات المملكة لتدريس الإسلام.. وكانت بداية ذلك في عهد الملك فيصل، ودعمت الجامعات السعودية بالمال والمنح الدراسية وأوجدت لنفسها طريقتها المتشددة في تفسير الإسلام».. «إن السعوديين هم القوامون على مكة، وقد بدؤوا ينشرون صيغة فهمهم للإسلام...».. وهذه الفكرة ليست من تعاليم المسلمين».. بل إن كبار دكاترة تنظيم الإخوان المسلمين الذين اخترقوا مراكز الأبحاث والدراسات في أميركا، رسخوا - كنظرائهم من أتباع الولي الفقيه- مقولة أن الإسلام ثلاثة مذاهب! سنّة، شيعة، وسلفيون! وأن ما يسمونه بـ «المذهب السلفي» هو من أنتج القاعدة وداعش!.. إن هؤلاء جميعاً (داعش والقاعدة وثورة الخميني، وأمهم تنظيم الإخوان المسلمين) يخرجون من بوتقة واحدة.. وإن كان بعض السطحيين لا يزال يشكك في علاقة الإخوان بنظام الملالي في طهران، فالشواهد والأدلة كثيرة، وسأفرد لبعض منها مقالة مستقلة في قادم الأيام.
وعَوداً على ما ذكره المالكي عميل طهران، فإن الوثائق والتقارير الأمنية المعلنة تكشف دون ريب حقيقة العلاقة التي تربط التنظيمات الإرهابية بطهران، والدعم الذي تتلقاه القاعدة من نظام الولي الفقيه، واتصالاته برموزهم، مذ كانوا في أفغانستان، إلى هروب أعداد منهم، وذويهم لإيران، ثم رصد إشارة الصفر من إيران للبدء بعدد من العمليات الإرهابية لهذا التنظيم داخل الأراضي السعودية، وما ثبت فيما بعد من دعم وتواصل بين الحوثي الإرهابي - الذراع الإيرانية الرسمية في اليمن - وعناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي داخل اليمن، والمعروف بـ «القاعدة في جزيرة العرب»، ومروراً بإنشاء القاعدة في بلاد الرافدين - والتي غيّرت اسمها إلى دولة العراق الإسلامية، ثم عُرفت بداعش فيما بعد - والتي كشفت القوات الأمريكية إبان تواجدها في العراق أن هذا التنظيم يتلقى دعماً مباشراً من إيران، ومن نظام الأسد وأجهزته، وهو ما أكده قادة سوريون منشقون، وأثبتته الأدلة على الأرض، ما اضطر المالكي نفسه للاعتراف بذلك بعظمة لسانه حين كان رئيساً للوزراء، وذلك للهروب من حقيقة تورطه ونظامه الأمني في تسهيل تحقيق داعش لأهدافها، وإنجازها لسلسلة عمليات إرهابية ضربت بغداد عام 2009م، وما سبقه من تورط لمنظومته في هروب إرهابيين من السجون العراقية التي سلّمتها لهم القوات الأمريكية، وليس انتهاءً بمسرحية تسليم الموصل - ثاني أكبر مدينة عراقية - لهذا التنظيم الإرهابي، والذي يقول عنها السيد طارق الهاشمي النائب السابق لرئيس جمهورية العراق، بأن المالكي قام حينها «بتوجيه القادة الميدانيين في الموصل إلى عدم التصدي للمهاجمين، بل الهروب وترك كامل الترسانة العسكرية المتقدمة تكنولوجيًا لفرقتين كاملتين من الجيش (بقيمة 2.5 مليار دولار) في متناول هذا التنظيم» الإرهابي.
تردد طهران دوماً: «لا سلام في المنطقة بدون إيران»، وهو ذات الأمر الذي يردده تنظيم الإخوان، وأنهم ما لم يحكموا ويتمددوا فسيستمر الإرهاب!
إنهما يستخدمان الإرهاب ويدعمانه ويغذيانه لتحقيق هيمنتهما على المنطقة، لذا فلن نقضي على الإرهاب بشكل جذري دون ردم مستنقعه والقضاء على فكر «الإخوان المسلمين» بشقيه السني والشيعي، وإلى ذلك الحين، يرى كثيرون بأن الوصاية الدولية على منبع الإرهاب في إيران والعراق، هو الحل، ليتخلص العالم من هذا الداء المتلبس بالإسلام.