عبدالعزيز بن سعود المتعب
الشعر الشعبي صنو الفصيح، وكل منهما جزء لا يتجزأ عن الآخر، إلاَّ أن الراصد يُلاحظ خلطاً ما كان له أن يكون عند بعض أصحاب الآراء - الانطباعية - التي تُقَدَّم بكل أسف على أنها - نقدية - مُسَلَّم - بمنهجيتها، وهي خلاف ذلك تماماً تتمثَّل بالمقاربة فيما يخص - علم العروض والقافية - بين الشعر الفصيح والشعر الشعبي بحيث يحاول البعض في طرحهم الإصرار على أن بحور الشعر الفصيح والشعبي واحدة، وهذا - غير صحيح - إذا استثنينا بحوراً قليلة أشار لها كبار الأدباء في أطروحاتهم مثل الشيخ عبد الله بن خميس - رحمه الله -، وهي استثناء، من ذلك بحر (الوافر):
مفاعلتن مفاعلتن فعولن
مفاعلتن مفاعلتن فعولن
كقول الشاعر أحمد شوقي - رحمه الله -:
إلامَ الخُلفُ بَينكُمُ إلاما
وهذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما
يقابل هذا البحر (الوافر) في الشعر الفصيح.. (الصخري) في الشعر الشعبي كقول الأمير محمد بن أحمد السديري - رحمه الله -:
حياتي كلّها صبر وجلادة
وغيري عايشٍ عيشة سعادة
ثم إن علم العروض له أُسسه الثابتة منذ عصر مخترع علم العروض الخليل بن أحمد، أحد أئمة اللغة والأدب في القرن الثاني الهجري، (فابن خلكان يذكر أن الخليل كان إماماً في علم النحو، وأنه هو الذي استنبط علم العروض وأخرجه إلى الوجود، وحصر أقسامه في خمس دوائر يُستخرج منها خمسة عشر بحراً، ثم زاد الأخفش بحراً واحداً وسمّاه الخبب).. (علم العروض والقافية الدكتور عبد العزيز عتيق).
ومن أوزان بحور الشعر الفصيح (الطويل، المديد، البسيط، الوافر، الكامل، الهزج، الرجز، الرمل، السريع، المنسرح، الخفيف) وغيرها، أما في الشعر الشعبي فالبحور مرتبطة بألحانها (أو شيلاتها) مثل (الهلالي، الصخري، الهجيني، المسحوب) وغيرها.