فهد بن جليد
القاعدة تقول: إذا رأيت زحمة السعوديين أبحث عن (أكل وشرب) أو تخفيضات (ملابس)، للأسف ثقافتنا استهلاكية بحتة!.
فجأة أوقفت السيارة، وطلبت من (المعزبة) وأطفالها (الهرولة بسرعة) على طريقة (واحد.. تنين) مُعتقداً أن سعر (ساندويتش الشاورما) انخفض إلى ريال واحد، والبيع شخصي (حبة واحدة للزبون)..، ولكن الزحمة لم تكن عند المطعم؟ فالفتيات والشباب لم يتجمعوا لشراء (الشاورما) هذه المرة، كما كنت أعتقد؟!.
السر كان في (المتجر الصغير) المجاور، لذا أرسلت ابنتي الصغيرة بحكم (اللقافة) لاكتشاف الأمر؟ ولكنها تأخرت، وفجأة ظهرت علينا من خلف زجاج المتجر وهي تلوح بيدها على طريقة (هيا تعال..)؟!.
المفاجأة أن المحل الصغير، نجح في استغلال (الجوع العاطفي والأسري) الذي تعاني منه بعض شرائح المجتمع، ليبيعهم (عبارات تشجيعية)، و(رومانسية)، و(عاطفية)، ومقولات بعض المشاهير، على شكل (ثيمات) طُبعت على ورق ملون، وتم وضعها داخل (برواز) بمقاسات مختلفة، ليتم وضعها في غرف النوم، وجدران المداخل، وحتى ثلاجة المطبخ لها عبارات خاصة.!.
هي باختصار عبارات فقدناها في واقعنا، ولا نستطيع تبادلها مع والدينا أو زوجاتنا أو أطفالنا أو إخواننا أو أخواتنا.. إلخ، لذلك نضطر لشرائها وتعليقها في الغرف وأماكن الجلوس لتُشعرنا بالدفء والجو الأسري والعاطفي..!.
لا أصدق عيني وأنا أشاهد (فتاة صغيرة)، ربما دفعت كل ما تملك من نقود لشراء عبارة (أنا لدي أجمل أم في الدنيا)..؟!
الفكرة معمول بها في مجتمعات عديدة، ولكن الفرق أن أفراد المجتمعات الأخرى يتبادلون هذه العبارات شفوياً فيما بينهم، ويكتبونها إن لزم الأمر (بخط يدهم) للتعبير عن مشاعرهم، أما نحن فندفع (75 %) من سعر العبارة مكسب لصاحب المتجر، الذي لم يكلفه الأمر سوى (ورقة وبرواز)، وعزف على مشاعر الناس وجروحهم..!.
حسبي الله ونعم الوكيل.. فقد لمحت (زوجتي) نفع الله بعلمها وعملها، وهي تحمل بروازاً كُتب بداخله عبارة (أتمنى أن نهرم سوياً)..!.
لقد حُرمت حتى من (الأحلام السعيدة) لأنه تم تعليق العبارة فوق (رأسي) وأنا نائم..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.