جاسر عبدالعزيز الجاسر
بوصول نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة خالد بحاح وقبله عدد من الوزراء إلى عدن تكون العاصمة الثانية لليمن قد بدأت في تأدية دورها كمقر للحكومة الشرعية، لتسيير الأعمال التي تتركز في هذه المرحلة على تهيئة الظروف لإعادة العمل لإدارات الخدمات ومساعدة المواطنين في توفير المواد الغذائية والتموينية والعلاجية، وإدارة توزيع مواد الإغاثة التي تواصل دول التحالف العربي وبالذات المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية بإرسالها إلى عدن عبر مينائها ومطارها.
أما المهمة الثانية للحكومة الشرعية اليمنية فتتمثل في تفعيل وتنسيق أعمال المقاومة الشرعية والقوات الشرعية التي بدأت في تكوين وحداتها العسكرية من القوات التي ظلت على ولائها للشرعية، ومن الضباط وضباط الصف والأفراد الذين التحقوا بالجيش الوطني ممن كان الرئيس المعزول علي عبد الله صالح قد أبعدهم عن الخدمة ضمن مخططه بقصر الجيش على من يدينون له بالولاء ولأسرته فقط.
الآن تمتلك الحكومة الشرعية قواتاً مسلحة مدربة ومزودة بأسلحة وآليات حربية متقدمة، يقودها ضباط متمرسون تشكل طليعة القوات الوطنية اليمنية لتحرير المحافظات والمدن اليمنية. وقد أُنجزت هذه الكوكبة بتعاون مع عناصر المقاومة الشعبية التي ضمت مجموعة كبيرة من المتطوعين، فأنجزت تحرير محافظة عدن في عملية أطلق عليها (السهم الذهبي)، والتي اعتمدت على قيام قوات المقاومة الشعبية التي تلقت معدات متقدمة من المملكة والإمارات، تمثلت في آليات ومدرعات لنقل الجنود، وقد أحسن رجال المقاومة الشعبية والقوات الوطنية التعامل مع ما حصلوا عليه من أسلحة ومعدات فأمكن لهم تطهير مدن محافظة عدن والتقدم نحو المحافظات المجاورة، حيث تتجه القوات الوطنية ورجال المقاومة نحو لحج، إذ تحاصر قوات المقاومة قاعدة العند الإستراتيجية، كما توشك القوات الوطنية ورجال المقاومة من تحرير محافظة أبين، وإضافة إلى هاتين المحافظتين المجاورتين لعدن، ينتظر تحرير محافظة تعز التي تُعدُّ امتداداً لعدن ولحج، وقد استطاع رجال المقاومة الشعبية والقوات الوطنية من تحرير أكثر من 60 بالمئة من مدينة تعز والمديريات التابعة لها، كما يحصار رجال المقاومة الشعبية ميناء المخا الميناء التجاري الذي يرتبط بمحافظة تعز.
الأنباء الواردة من اليمن تؤكد أن القوات الوطنية التي طورت من أساليب عملها وأدمجت عناصر المقاومة الشعبية في صفوفها ورفعت من قدرة أدائها بعد تزويدها بأسلحة متقدمة وآليات تساعدها على سرعة التحرك وإحكام سيطرتها على مواقع المتمردين الحوثيين وعناصر الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذين يعانون من تفكك وفقدان للثقة مما جعل العديد من هذه القوات تفر من مواقع القتال وتترك أماكنها لقوات المقاومة، وهو ما دفع الحوثيين إلى إجبار المراهقين وشباب تقل أعمارهم عن الرابعة عشرة على الانخراط في وحداتهم العسكرية دون تأهيل وخبرة قتالية، وهو ما عرضهم للقتل فقام العديد منهم بالهرب وبعضهم سلم نفسه للمقاومة الشعبية.
تصرف الحوثيين هذا وإجبار السكان على القتال معهم أوجد حالة من النقمة والغضب بين السكان مما أوجد بيئة حاضنة مؤيدة للمقاومة الشعبية وخاصة في محافظتي صنعاء وعمران اللتين كانتا بإضافة إلى صعدة المحافظات التي تشكل المخزون البشري لعناصر الحوثي وأنصار علي عبد الله صالح، وزاد من نقمة أهالي صنعاء وعمران وجوف وحتى صعدة رفع أسعار المواد التموينية والغذائية وأسعار الوقود من قبل الحوثيين الذين كانوا في بداية انقلابهم يزعمون بأنهم قاموا بحركتهم لخفض أسعار الوقود.
الحوثيون ومعهم حليفهم علي عبد الله صالح يواجهون نقمة وغضباً يتوقع المتابعون أن يتصاعد ليُترجم إلى انتفاضة تدعم تحرك الجيش الوطني والرجال الذين يتجهون لحصار صنعاء قبل أن يحرروها من الانقلابيين وأنصار الرئيس المخلوع.