فهد بن جليد
في أحد مطاعم الوجبات السريعة لفت انتباهي أن موظف المبيعات يعتذر عن (تقديم وجبة طفل) بحجة أن المُغلف الخاص بها انتهي، وسيتم تزويد الفرع بالمغلفات لاحقاً، لأن سياسة المطعم تمنع بيع (ساندويتش وبطاطس) دون جمعها في مغلف كرتوني!.
هذا الموقف يدلك على كمية ما تنتجه سلسلة هذه المطاعم يومياً من مغلفات كرتونية، تتحول فيما بعد إلى مخلفات أو نفايات؟!.
الثقافة الاستهلاكية السريعة تجعل الفرد في السعودية على رأس القائمة عربياً في كمية ما ينتجه من مخلفات يومياً تتجاوز 1.28 كيلو غرام، وهو ما يُنذر بمشكلات بيئة خطيرة تبعاً لتطور الحياة المُتتابع، فالأكل في مغلف، والماء في زجاجه، والعصير أو اللبن كذلك... إلخ، أنظر إلى (تكدّس النفايات) حولنا، والمجهودات المُضنية لحملها يومياً؟!.
إذا كانت النفايات خطرا كبيرا، فهي كذلك فرصة سانحة لمشاريع التدوير المُربحة إذا تم استغلالها بشكل صحيح!.
بقاء مكب النفايات في المدن الكبرى مثل الرياض على ماهي عليه، هو أمر كارثي، لا من الناحية البيئية، ولا من الناحية الإنسانية وكأنها مشاريع متروكة لاجتهادات ومصالح فردية تجارية، وبمشاركة بعض العمالة المُخالفة التي تقوم بفرز النفايات بطريقة بدائية، والاستفادة من بيعها كمواد يمكن تدويرها، ما يهدد حياة هؤلاء في ضل غياب مشروع واضح حتى الآن؟!.
مكب نفايات الرياض يستقبل يومياً نحو ألفي سيارة، لا تمثل نفايات المنازل منها سوى 18%، بينما تمثل نفايات ومخلفات مشاريع المقاولات والبناء 79%، مما يتطلب ضرورة وضع رسوم على معالجة (نفايات هذه المشاريع التجارية)، أنا مُتأكد أن الأمانة ستجد مستثمرين يتعهدون بتنظيف المدينة، والاستفادة من تدوير النفايات مجاناً، ولربما دفعوا مقابل ذلك رسوم للدولة أيضاً، لأنهم سيربحون حتماً عندما يتم إدارة هذا الملف بعقلية تجارية مُحترفة كما هو معمول به في الدول المُتقدمة!.
البحث عن الحلول في الرياض والمدن الكبرى يتطلب مشاريع عملاقة، حتى لا نجد أنفسنا أمام أزمة مثلما يحدث في لبنان حالياً .
مدن أخرى مثل (بريدة) التي ينتج فيها الفرد اليوم 2.66كيلو غرام من النفايات، وهو بالمناسبة أعلى معدل إنتاج في المملكة، قد يكون من السهل تفادي المشكلة مُبكراً، وإشراك المواطن في الحفاظ على نظافة المدينة أولاً، ثم وضع نفاياته مفروزة في الأماكن المخصصة للورق والزجاج.. ونحوه!.
في شمال المكسيك بدأت البلدية هناك في نشر صورة كبيرة على الطرقات، لمن يرمي النفايات في الشارع؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.