أحمد بن عبدالرحمن الجبير
حظيت إمارة منطقة الرياض باهتمام الملوك والأمراء، لكونها العاصمة، ولكونها المركز السياسي والاقتصادي، ولان الملك سلمان -حفظه الله- كان أميرها لفترة طويلة، ولهذا تحظى باهتمامه فهو شاهد على تطورها الاقتصادي، والعمراني والحضاري، ولهذا من يشغل مهام إمارة الرياض فهو في عين المسؤولية دائماً، ويعرف بالحزم، ودقة المتابعة لمشروعاتها، ويحرص دائماً على الحركة الفاعلة والنشطة والمسؤولة.
وعليه فأن تكون أميراً للرياض فهذا بحد ذاته مسؤولية كبيرة، ومتشعبة، حيث يوجد في الرياض العاصمة الوزارات والمؤسسات، والهيئات والسفارات، والشركات العملاقة والبنوك، والمعارض والمؤتمرات، والجامعات والفنادق، والمستشفيات الضخمة، وفيها أكبر كثافة سكانية، وبيئة عمل وكل ذلك له علاقة، وصلة بإمارة الرياض، فهي إمارة لها مكانتها في الدولة، كونها العاصمة السياسية والاقتصادية للمملكة.
والرياض العاصمة يبدو أنها محظوظة جداً بتعين الأمير فيصل بن بندر -حفظه الله- أميراً لها، فالرجل له تاريخه، وسجله الناجح، وهو معروف عنه الهدوء، والمتابعة والحزم، عدا عن كونه رجلاً ميدانياً، ويحب أن يرى الأمور على طبيعتها، وهذه الميزة الإيجابية مزودة بخبرة كبيرة في الإدارة، الطويلة التي اكتسبها من خلال إمارته لمنطقة القصيم، كما أنه يتمتع بالدينامية والنشاط، والتواجد في كل الفعاليات، وجميع الأنشطة والمحافل، ويسعى إلى تلمس حاجات المواطنين دون ضجيج إعلامي مفتعل.
كما أن الأمير فبصل متعدد الخبرات والثقافات، يمزج ما بين الإداري، والتنفيذي الناجح والسياسي المحنك، ولهذا تجده يحث الجميع على الإنجاز السليم، والمتابعة المستمرة، ويراعي ظروف الوطن والمواطن، وينتهج سياسة الباب المفتوح مع المواطنين للاطلاع على احتياجاتهم عن قرب، والعمل على حلها بأسرع وقت ممكن، وهو أيضاً المتابع لشئون منطقة الرياض ومشروعاتها ورموزها ونخبها ومجتمعها.
كما أن أمير الرياض محط اهتمام الدبلوماسيين، لوجود بروتوكول يمنحه صفة ذات بعد سياسي في استقبال العديد من المسؤولين، وفي مكتبه يلتقي الدبلوماسيين، ورؤساء البعثات الدولية والراصد الموضوعي لحركة أمير منطقة الرياض، يدرك بأن هناك متابعة، وانسيابية في العمل وأن هناك إنجازات متميزة، وتحسن وانفراج في شوارع الرياض، فخلال الأشهر الماضية اجتمع الأمير فيصل برؤساء البلديات، وأقسام الشرطة والمرور، والدفاع المدني، والتعليم والصحة والنقل العام، وغبرها من الإدارات الحكومية الأخرى، وحث الجميع على متابعة مشروعات منطقة الرياض، والعمل على القضاء على الازدحام الذي يهدر الوقت والمال.
فمسؤولية إمارة الرياض غير عادية، وغير العادي فيها أنها تتطلب قدراً كبيراً من الحكمة، والحزم والمتابعة والشفافية، وإيجاد البيئة الإدارية اللازمة لتنفيذ الأعمال، وتقديم الخدمات بما يوازي مكانة الرياض، ودورها الريادي، لقد وضع الأمير فيصل رؤية مستقبلية للرياض، ومتابعة مستمرة لمشروعات التنمية الحالية، والمشروعات المتعثرة، وشكل فريق عمل لتطوير قطاع المعارض والمؤتمرات الاقتصادية والتنموية، والثقافية التي تعقد في لرياض، لتكون الرياض وجهة للاقتصاد والثقافة، والمعارض والمؤتمرات الدولية.
والرياض عاصمة عالمية لها احتياجاتها المتعددة التي لا تخفى على سمو الأمير، ونعلم أن سموه على اطلاع ومتابعة مستمرة لمشروع مترو الرياض وإنجازه في الوقت المحدد له للقضاء على الاختناقات المرورية، ومتابعة المشروعات القائمة وغيرها من المشروعات المتأخرة والمتعثرة، لذا نأمل من سموه تخصيص جلسة أسبوعية للاستماع إلى آراء ومقترحات المواطنين في متابعة سير أعمال المشروعات، إضافة إلى الانفتاح على الإعلام، وكتاب الرأي فهم جزء من هذا الوطن ولديهم أفكارهم التي يحتاجها صناع القرار.
وكلنا أمل يا سمو الأمير أن يتم إنجاز المشروعات الجاري تنفيذها في منطقة الرياض، والمناطق التابعة لها في وقتها، وفي الزمن المحدد لها وفق أعلى المواصفات والمقاييس العالمية، والعمل على تصنيف الشركات حسب سجلها في أعمال التنفيذ، والإنجاز والتسليم، والتأكيد غلى المنفذين بأن المشروعات ستسحب من شركاتهم إن تأخروا في تسليمها، ومن يثبت عليه العبث، والفساد وضعف التنفيذ فإنه سيعاقب، وسنبقى ككتاب نطرح الأفكار ولن نبخل على الوطن بحكم اختصاصنا بالنصيحة في توقيتها ومكانها.