سمر المقرن
شعور جميل جداً، أن نعيش الفرحة مع حبايبنا المصريين، بهذا الانجاز الوطني العملاق وهو افتتاح قناة السويس الجديدة بعد عام كامل من العمل الدؤوب، ليلتفت العالم، كل العالم إلى مصر الحضارة والعمق التاريخي الذي أراد أن يمحوه أعداؤها. الشعور الأجمل أن تعيش هذه المشاعر وأنت وسط المصريين، فتستمع في كل الأماكن والمحلات إلى تعليقاتهم وإلى الأغاني الوطنية وصوت أم كلثوم يصدح بكلمات حافظ إبراهيم: (وقف الخلق ينظرون جميعاً كيف أبني قواعد المجد وحدي*** وبناة الأهرام في سالف الدهر كفوني الكلام عن التحدي).. أما الميادين والشوارع والإضاءة التي تتلألأ بالفرحة والأعلام المصرية ورايات قناة السويس. من حق مصر أن تفرح، ومن حق كل من يحب مصر أن يفرح لها، فهي بهذا الانجاز مقبلة على طفرة اقتصادية ستعود منافعها على مصر وأهلها. وهذا الإنجاز الكبير هو مؤشر على جديّة العمل، وأن النتائج سريعة وعلى أرض الواقع وليست مجرد كلام إنشائي ووعود معلقة في الهواء.
أضف إلى هذا، بعض الرؤى المتشائمة والتي تحاول انتقاد كل عمل ناجح، وهؤلاء ليس لهم سوى العائدات التي ستظهر على أرض الواقع من هذا المشروع. أما من يعتبر أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يشكل خطرًا أمنيًا على القناة الجديدة فهذا الرأي هو ما قد يكون الصائب من بين كل المتشائمين، فالدولة ليست تنظيمًا سهلاً، ومن هم وراءها يسعون ليل نهار لتخريب الدول العربية وفروع الدولة كثيرة ومنتشرة ومحبوها ومؤيديها ليسوا بالقليل، ويكفي هذا خطورة المودة التي تربط بين تنظيم جماعة الإخوان المسلمين وداعش -وإن ادعوا عكس هذا- وهذا هو الخطر بعينه، لأنهم بالتأكيد سيسعون إلى تخريب ودمار كل ما يعود بالنفع على الشعوب العربية بدعم إيراني لم يعد خافيًا على أحد، بل هم قد بدأوا بالفعل حملتهم تجاه قناة السويس في محاولة لتحبيط همة المصريين وكسر شعورهم بالانتصار على أعداء وطنهم في داخله، فلا أحد يحارب مشروعًا وطنيًا سوى الأعداء!
عمومًا لا نريد أن نجلب إلى تفكيرنا هذه الرؤى المتشائمة، ولا نريد إفساد فرحة المصريين، فهم بحاجة كبيرة ليشعروا بنشوة النجاح، وأن الأحلام المصرية بدأت تتحقق، وفترة السواد قد زالت إلى الأبد بعد سقوط تلك المليشيات التي أرادت أن تجعل من قناة السويس مشروعًا إخوانيًا غادرًا بالوطن المصري. لذا فرحة المصريين بهذه القناة تتجاوز الشعور بالأمل في رخاء اقتصادي إلى كونها شعورا وطنيا بالفخر والنجاح.
مصر أثبتت لكل العالم أنها قادرة على أن تتجاوز كل المنغصات، وأن تخلع ثوب السواد لترتدي الأبيض كعروس تُزف على مياه السويس، في مناسبة خالدة في إنجازها وقوتها وأن الردود على المفسدين تكون بالعمل لا بالكلام. ومصر التي تجاوزت كل «الفتن» ها هي تتجاوز كل الأوجاع بالفرحة وترسيخ النجاح الداخلي والخارجي بعلاقاتها القوية التي لا يستطيع زعزعتها روّاد التسجيلات والفبركات الإعلامية.. مصر تنجح وأعداء الاستقرار يتألمون!