د. أحمد الفراج
برز منذ سنوات نجم سياسي أمريكي من أصل هندي، اسمه بوبي جندل، وتذكروا هذا الاسم جيدا، فقد يحكم الإمبراطورية الأمريكية يوما ما، وهنا لا بد من الحديث عن دور لوبيات المصالح، والضعف العربي، خصوصا الخليجي والسعودي بهذا الخصوص، إذ على الرغم من العلاقات التاريخية التي تربط المملكة بالولايات المتحدة، إلا أننا لم نتمكن حتى اليوم من صنع لوبي قوي، قادر على العمل والتأثير في الماكينة السياسية لأمريكا، والتي تمثل اللوبيات فيها دوراً كبيراً، وجدير بالذكر أن «اللوبي الهندي» برز مؤخراً بشكل واضح، وكان من نتيجيته وصول بوبي جندل لحاكمية ولاية لويزيانا، وهي ولاية جنوبية مهمة، وكذلك وصول السيدة نيكي هيلي لمنصب حاكم ولاية ساوث كارولينا الجنوبية، أيضاً، ولا ننسى المفكر، والإعلامي الشهير «المؤثر»، الأمريكي من أصل هندي، فريد زكريا!
السياسي بوبي جندل، ولد على الأرض الأمريكية، لأبوين مهاجرين من الهند، في عام 1971، وقد نبغ منذ سن صغيرة، إذ حصل على أعلى الدرجات والجوائز، أثناء دراسته للمرحلة الثانوية والجامعية، ثم تم تعيينه وزيراً للصحة في ولاية لويزيانا، وهو في الرابعة والعشرين من عمره!!، وقد قام بعمل جبار، تمكن من خلاله من رفع مستوى الخدمات الصحية، ولم يكمل الثامنة والعشرين من عمره، حتى تم ترشيحه لإدارة جامعة لويزيانا، وهي جامعة راقية، وكبيرة (80000 طالب)، ثم رشحه الرئيس جورج بوش الابن، في 2001، ليكون مساعداً لوزير الصحة الفيدرالي لشؤون التخطيط والتطوير، وقد استقال، في عام 2003، وترشح لمنصب حاكم ولاية لويزيانا، وبعد خسارته لمنصب حاكم الولاية، ترشح لمجلس النواب الفيدرالي، وقد فاز بسهولة، وهو في عمر 32 عاما، وأعيد انتخابه، ثم ترشح لحاكمية الولاية، مرة أخرى، وقد فاز بها بفارق كبير، أمام تسعة مرشحين آخرين، في عام 2007، كأول أمريكي من أصل هندي، يفوز بمنصب «حاكم ولاية»، وأعيد انتخابه، وما زال يحكم ولاية لويزيانا، حتى الآن.
الحاكم بوبي جندل، الذي تحول من الهندوسية إلى المسيحية، رشح نفسه لانتخابات الرئاسة القادمة عن الحزب الجمهوري 2016، ورغم أنه يعتبر واحداً من أبرز الساسة، ويحمل سجلاً مميزاً في مجال الخدمات العامة، بل إن بعض المحللين يطلقون عليه لقب: «العبقري»، إلا أن حظوظه بالفوز بالرئاسة في عام 2016، قد لا تكون بالزخم الذي يحلم به، فقد يكون من الصعب انتخاب رئيس من أصول غير أوروبية، للمرة الثانية على التوالي، بعد باراك أوباما. هذا، ولكن الحاكم بوبي جندل لا يزال صغيراً في العمر (في الرابعة والأربعين من عمره)، وبالتالي فإن إمكانية ترشحه للرئاسة مرة ثانية وثالثة واردة جداً، ومن يدري، فقد يحكم هذا الشاب الهندي «الحالم» الإمبراطورية الأمريكية، فتذكروا اسمه جيدا: «بوبي جندل»، والزمن بيننا!