سمر المقرن
تُعد السياحة في مصر خيارًا جيدًا للعائلات الخليجية خصوصًا بعد الاستقرار السياسي والأمني، مما يجعل السائح يذهب إليها وهو مرتاح البال. إلا أن هناك أمورًا يجب أن تنظر لها وزارة السياحة المصرية بجديّة في التعامل مع السائح الخليجي، أو كما يسموننا «عرب» مع أن مصر عربية لذا لا أرى فرقًا بيننا وبينهم، ومن هذه الأمور التي تمس نفسية السائح الخليجي وإشعاره بالتمييز السلبي تجاهه ومساواته بالسائح الأمريكي أو الأوروبي هو ما نراه مكتوبًا على يافطات دخول المتاحف والمناطق السياحية، من أن سعر تذكرة الدخول للمصري تختلف عن سعر تذكرة الأجنبي، ومعاملتنا نحن كأجانب، صحيح أن المبلغ تافه لكنني هنا أتحدث من الناحية النفسية وهو إشعارنا بأننا أجانب ولسنا في بلدنا الثاني. أما الأمر الآخر فهو الفنادق وتعاملها من خلال التسعيرة مع الخليجي بفارق كبير في السعر عن المصري، وهذا إضافة إلى كونه فيه تمييز سلبي فهو يُوحي للسائح الخليجي بنوع من الابتزاز، وبشكل مباشر كأن الفندق يقول له: (أنت تملك أموالاً أكثر من المصري لذا يجب أن تدفع قيمة - نفس- الغرفة ضعفين أو ثلاثة أضعاف ما يدفعه المصري).. وأظن أن هذا النهج السياحي قديم في مصر، إلا أن مصر تغيرّت ويفترض أن تتغيّر معها أيضاً هذه الأمور الصغيرة والكبيرة. كما أن هذا النهج لن يُحقق ما تتطلع إليه وزارة السياحة المصرية التي افتتحت قبل عدة أشهر مكتب خاص في سفارتها بأبوظبي للترويج عن السياحة في مصر لدى الدول الخليجية، وتحقيق الهدف المرجو أن يصل عدد السياح من الخليج إلى 7 ملايين بحلول عام 2020م.
لن أخوض في كثير من التفاصيل الصغيرة والبسيطة، إلا أن ما أوردته أعلاه قد يكون الأهم في نظري وخصوصًا أن مصر التي عادت لنا بدأت تبني نفسها من جديد، وبدأت كذلك تبني القطاع السياحي لذا أتمنى أن يكون هذا البناء «جديدًا» بالفعل ومختلفًا عن النهج القديم، وأن يضع في معاييره الحفاظ على مشاعر السائح الخليجي وألا يشعر وهو هناك بأنه «أجنبي» كما يُكتب على يافطات الفنادق والمتاحف والأماكن السياحية.
حقيقة لا يُمكن إنكارها، هي أن «أم الدنيا» من أجمل الأماكن السياحية، مهما ذهبنا إلى دول أوروبا وأمريكا وشرق آسيا، لا بد أن نشعر بالحنين إلى مصر، وهذا ليس شعوري وحدي، بل هو شعور معظم الخليجيين. أضف إلى ذلك، هو قدرتها في تعدد الخيارات أمام السائح، واختلاف مناطقها ومدنها بما يتطابق مع الأذواق المختلفة والرغبات المراد تحقيقها من الرحلة السياحية.
مصر جميلة جدًا في كل شيء، إلا أنها تحتاج إلى - بعض- اللمسات البسيطة التي تراعي فيها مشاعر السائح الخليجي، فكل الروابط والتقارب بين الخليج ومصر لا يصح بعد هذا أن يتم تسميتنا بالأجانب!