سامى اليوسف
كتب مراسل وكالة «رويترز» من برلين خبراً مفاده أن مباراة قد ألغيت في الدور الأول لكأس ألمانيا لكرة القدم بين اوسنابرويك المنتمي للدرجة الثالثة ولايبتسيج في الدقيقة 71 يوم الاثنين الفائت بعدما أصيب الحكم مارتن بتيرسن في رأسه بقداحة ألقيت عليه من مدرجات جماهير الفريق صاحب الضيافة.
في ألمانيا المتمدنة كروياً، وذات التاريخ العريق، يبقى الحكم هو رقم واحد، فهو يمثّل القانون والنظام، واحترامه يأتي تقديراً لقانون اللعبة، وللنظام الكروي السائد.
لكن في دوري «سيكو .. سيكو» - وهي الكلمة التي اشتهرت منذ عام 1987 عندما انتجت السينما المصرية فيلم الأكشن والدراما معاً «النمر والأنثى» للنجم عادل إمام، وباتت حتى يومنا هذا في الثقافة المصرية والعربية رمزاً لكلمة السر في إشارة إلى أمر مسكوت عنه - وبالعودة الى دوري «سيكو .. سيكو» فإن الحكم في مبارياته هو الحلقة الأضعف، وكذلك القانون، والنظام في ظل سطوة «شرهة» الاستثناءات، والكيل بمكيالين، وعدم توفر العدالة، والمساواة بين جميع الأطراف في التعامل، وتطبيق النظام.
يتعرض الحكم في دوري «سيكو .. سيكو» إلى أصناف وألوان التوبيخ تارة، والتعنيف، بل والتهديد خلال وعقب المباريات ولا يملك الاعتراض أو الانتصار لحقه، وإن تم قذفه بالفوارغ، أو الأحذية - أعزكم الله - فإن العبارة التي تُكتب في تقريره: لا شيء يذكر!
والسؤال: ما الذي يجعل الحكم في ألمانيا سيدة العالم المتقدم كروياً، وفي كل أنحاء أوروبا يمارس صلاحياته التي كفلها له القانون كاملة دون تردد إلى حد أن يوقف مباراة، أو يلغي نتيجتها، بينما مثيله في الدوري المذكور أعلاه ترتعش صافرته، وتسلب حقوقه، وتهدر كرامته، ولا يقوى على الدفاع عن نفسه، أو يطالب بحقوقه؟
والإجابة تكمن في جملة واحدة: «فتش عن الإدارة»، ففي ألمانيا مرجعية الحكم لاتحاد قوي، ويتميّز بالاستقلالية، والشفافية، يطبّق النظام على الجميع دونما استثناء، أو خوف.. بينما الحكم في دوري «سيكو.. سيكو» مرجعيته لاتحاد ضعيف، ومُسير.. تفتقد إدارته للاستقلالية والشجاعة والشفافية.
أخيراً،،،
المدير الفاشل لن يجلب إلا موظفين فاشلين، وفي المستقبل سيتحول هؤلاء إلى مدراء فاشلين .. وهكذا تدور عجلة الفشل.