محمد المنيف
أشعر في كثير من الأحيان أن هناك حلقة مفقودة بين التشكيليين والمهندسين خصوصا في بعض امانات المدن. .وكأن ما بمكن أن يقدمه الفنان التشكيلي من مقترحات تتمثل في المشاركة في تجميل الميادين والحدائق يعد تدخلا في شئون ومهام واختصاصات المهندسين لتبدأ الاعتراضات وإيجاد المعوقات عندما يتقدم الفنانون بفكرة أو رأي في هذا المجال.
ويمكن الاستشهاد بما واجهه الفنان محمد السليم في التسعينيات الهجرية يرحمه الله من حرب ضروس وتصد من بعض مهندسي أمانة الرياض لكل ما قدمه الفنان السليم للأمانة من تصاميم من إبداعه ومن إبداع عدد من الفنانين الذين وجهت لهم الدعوة لتقديم تصاميمهم التي تحمل الفكرة وجمالية الشكل.
هذا الموقف يمكن أيضا عندما يقدم الفنانون اقتراحات لتجميل المنشآت الجديدة خصوصا مقرات بعض المؤسسات الحكومية فيخرج للفنانين نوع من المهندسين (المشرفين) على التنفيذ ليعترضوا على أي تدخل أو إضافة للمسة جمالية عبر لوحات أو قطعة نحت تحمل روح ورائحة الوطن منفذة بأيدي سعودية مبررين رفضهم بأنها تسيء للجدران المكسية بالرخام مع الإصرار على أن جدار الرخام أجمل من اللوحة.
كنا نعتقد أن هؤلاء البعض من المهندسين إن كانوا من منسوبي الأمانات أو من ينتسب لمؤسسات أخرى أو من المكاتب الهندسية مع ما يحملونه ويمتلكونه من قدرات وخبرات في مجال تخصصهم يعون ويمتلكون ايضا سعة الثقافة ومعرفة ما يمتلكه نظراؤهم في دول قريبة منا وأخرى عالمية، الذين يضعون في الاعتبار عند التصميم الداخلي لأي منشأة ، دراسة لمساحات تخصص للوحات الفنية، قناعة منهم بأن في وجود مثل هذه اللوحات ما يضفي جمالا على تصاميمهم ويؤكدون دور ورغبة المسئولين عن تلك المؤسسات إن كانت حكومية أو خاصة بإضفاء الفن باعتباره جزءاً من هوية المكان ورقي من يعمل به وجزء من الثقافة الوطنية وحضارته المعاصرة.
يقابل هذا الواقع واقع آخر أكثر إيجابية حيث يحرص المهندسين وأصحاب مقرات اخرى التي يؤمها زوار وضيوف من مختلف دول العالم على أن يقدموا إبداعات أبناء الوطن حاملين بذلك مسؤولية دعم ثقافة الوطن وإبراز ابداعات ابنائه وصل بهم الأمر الى اقتناء لوحات فنية ذات مقاسات يسهل حملها في الحقائب لإهدائها للضيوف.