جاسر عبدالعزيز الجاسر
ليس طهران وحدها التي أحرجتها إصلاحات حيدر العبادي استجابة لمطالب الجماهير العراقية التي تواصل تظاهراتها الداعية لمواجهة الفساد وإسقاط رموزه.
طهران كشفت عن وجهها القبيح ودعمها لرموز الفساد، إذ أوضحت حدودها للهاربين من المسؤولين الفاسدين في العراق وفي مقدمتهم نوري المالكي الذي رتبت له مشاركة في مهرجان للإذاعات والتلفزيونات الإسلامية وهو الذي لم يشغل مناصب إعلامية في العراق.
والإيرانيون ودون أي خجل يعرقلون إصلاحات رئيس الوزراء العراقي الجديد وهو عمل يتعارض مع ما تقوله الإدارة الأمريكية من امتناع نظام إيران من التدخل في الشؤون الداخلية العربية بعد اتفاق الملف النووي، إذ على العكس في ذلك يجاهر المسؤولين الإيرانيين بدعمهم للفاسدين، وفي مقدمتهم نوري المالكي الذي استقبل في طهران كنائب لرئيس الجمهورية العراقية، وهو المنصب الذي ألغاه العبادي.
الأمريكيون مطالبون بالدعم العلني لإصلاحات حيدر العبادي فكثيرا ما طالب الأمريكيون العبادي بتسريع إصلاحات مواجهات الفساد ونهب المال العام، وهو اليوم بحاجة إلى دعم ومساندة من الأمريكيين الذي يعدون المسؤولين الأكثر توريطاً للعراق ووصوله إلى هذه الحالة من الفوضى، فهم أكثر الجهات دعماً ومساندة لنوري المالكي وسلطته التي أوصلت العراق إلى حالة الإفلاس وظلت واشنطن صامتة عن إجراءات وأفعال نوري المالكي الطائفية والإقصائية والاعتداء على المتظاهرين، عكس ما كانت تقوم به مع حلفائها الآخرين مثل نظام الرئيس حسني مبارك ونظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ويرى المتابعون لنهج الإدارة الأمريكية في عهد أوباما، بأن الأمريكيين يصمتون عما يقوم به عملاء إيران والأحزاب الطائفية المرتبطة بالنظام الإيراني؛ سعياً إلى إنجاز الاتفاق النووي مع إيران، والآن وبعد توقيع الاتفاق زادت خطورة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية العربية وتكثفت فإضافة إلى العراق الذي أصبح ساحة مستباحة للنظام الإيراني والميليشيات المرتبطة به، وامتدت إلى اليمن حيث يقدم النظام الإيراني الدعم المالي والأسلحة إلى جماعة الحوثي التي كشفت المعلومات أخيراً بوجود اتصالات للأمريكيين بهذه العصابات الطائفية.
وقد أوضح الممثلون الرسميون لواشنطن في عمان هدف هذه الاتصالات التي ارتقت إلى مستوى المفاوضات بأنها تهدف إلى حل بعض المسائل الخاصة المتعلقة بإطلاق سراح رهائن من المواطنين الأمريكيين أو المساعدة في إيصال المساعدات الإنسانية الدولية، وهو عذر غير مقنع لأن المفاوضات الخاصة بإيصال المساعدات الإنسانية أو الإفراج عن المخطوفين تجري بصورة علنية وغير سرية.
اتصالات الأمريكيين مع الحوثيين في اليمن وسلطنة عمان وصمتهم عن تدخلات نظام ملالي إيران في العراق يؤكد أنهم غير معنيين بوضع حد لتدخلات نظام ملالي إيران في الشؤون الداخلية العربية وأن الاتفاق النووي المبرم مع هذا النظام لم يتعرض لنشاط نظام ملالي إيران الإرهابي ودعمه لإرهاب الميليشيات الذي يمارس في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين.