د. عبدالعزيز الجار الله
ذكرت في المقال السابق سعي أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل أمير سوق عكاظ إلى تحرير فكرة سوق عكاظ من سوق يقصده شعراء عرب الممالك العربية وساحة للبيع في أسابيع الحج،إلى تجمع حضاري وثقافي واقتصادي طوال العام،الطائف المدينة والمحافظة تستحق الكثير وتنتظر منا الكثير فالطائف لها خصوصية الجغرافيا والتاريخ والسكان:
الموقع الجغرافي: شكلت الطائف الرابط بين أهم تكوين طبوغرافي في الجزيرة العربية هو المرتفعات الغربية، سلسلة الجبال التي تمتد من الحدود السعودية -اليمنية جنوبا حتى حدود السعودية - الأردنية شمالا، تحاذي ساحل البحر الأحمر، وتشكل الطائف الرابط بين قسمين من أقسامه الثلاث،تربط بين جبال السروات جنوبا وجبال الحجاز شمالا التي تتصل بالقسم الثالث جبال مدين عند ساحل خليج العقبة.
التاريخ الحضاري: التاريخ القديم قبل قيام الدولة الإسلامية زمن الممالك العربية قبل الإسلام عندما شكلت الطائف بوابة لحماية الحجاز من غزوات الممالك الافريقية وبعض هجمات فارس، إلى جانب دورها في تقوية موقف القبائل العربية في مواجهاتها ضد القبائل اليمنية.
العصر الإسلامي : تحولت الطائف إلى خزان بشري مد الجيوش الإسلامية بالقادة والجنود المحاربين في الفتوح الإسلامية ،كما ساهمت قبائل الطائف بقيام الدولة الأموية والدولة العباسية.
مجاورتها لمكة المكرمة: فهي بوابة مكة الجنوبية الشرقية وأحد المواقيت، شكلت لها المزرعة الخلفية التي تغذي مكة المكرمة وتمدها بالأمن الغذائي طوال تاريخها.
اندماج السكان: ساعد الطائف تاريخيا في مزج سكان الجنوب بسكان الحجاز وسكان نجد، في إتلاف سكاني ساهم في وحدة الأقاليم (السروات، الحجاز، تهامة، هضاب نجد) وبالتالي سهلت الطائف من دمج الأقاليم والسكان في وحدة واحدة متينة ساهمت في بناء دولتنا ووحدتنا الجغرافية والبشرية.
لذا فإن الطائف يستحق الرعاية والاهتمام فقد ربط جغرافيا وسكانيا بين أبناء المملكة منذ زمن بعيد، نحن الآن نجني ثمارا محورية الطائف وعواملها والدور الذي تؤديه، فيتطلب إعادة النظر في سوق عكاظ وتحويله إلى سوق دائم يرد لمدينة الطائف وأهلها بعضا مما قدمته من عطاء طوال تاريخها للعابرين إلى مكة المكرمة وللجيل الذي تحمل مسؤولية بناء بلادنا.