عبدالعزيز بن سعود المتعب
الأمير محمد بن أحمد السديري - رحمه الله- من بيت إمارة عريق وعَلم من أعلام الشعر غني عن التعريف سوف يُطرح عبر -مدارات شعبية- عمَّا قريب استعراض شامل لمؤلفه القيّم (الحداوي- هكذا يقول الأجداد على صهوات الجياد) الذي صدر بجزئيه الأول الذي يقع في 317 صفحة والثاني الذي يقع في 223 وسأشير باختصار هنا (لإنصافه - رحمه الله- للجميع من كل القبائل والمناطق) في رصد نزيه، وقد وثّق ذلك - رحمه الله- في مستهل - الجزء الأول- بقوله:
باللِّي جَرى وضَّحْتْ وابلغت وافضيت
بالمقْدِمِين اهل النَضَا والسلايلْ
عَزّ الله إنِّي للحقيقة تحرّيت
عن قول بعض الناس عدلٍ ومايل
على فَعَايل من ذكرته تقَصّيتْ
ويشهد على ما قلت زين المثايل
قولٍ بلا فعلٍ صدى عقب تصويت
وقولٍ بفعلٍ هو خيار الدلايل
كتب المقدمة الأستاذ سليمان بن محمد الحديثي أشار فيها إلى أن العمل على تحقيق الكتاب تم بعد اتصال من الأستاذ مشعل السديري والأستاذ يزيد السديري، وتحدّث بالتفصيل عن سيرة المؤلف ومؤلفاته وعن مضمون الكتاب، وأهميته وعن منهج المؤلف في كتابه، ثم بدوره عن منهج المحقق، ثم صور من نماذج مخطوطات الكتاب بخط المؤلف - رحمه الله.
وقد جاء تقسيم محتوى الجزء الأول والثاني وفق ترتيب الحروف الأبجدية، وقال الأستاذ سليمان بن محمد الحديثي -كاتب المقدمة- ما نصّه في جزئية من مقدمته: (تكمن أهمية كتاب الحداوي في عدة جوانب ألخصها في النقاط الآتية:
أ- الريادة: فهو أول كتاب يؤلّف في موضوعه، لم يسبقه سابق، ومن مارس التأليف يعرف مدى صعوبة الريادة في التأليف في أي موضوع كان) ووضّح كل التفاصيل في هذا الشأن وأضاف.
ب- الشمولية: لم يقتصر عمل المؤلف على منطقة بعينها، أو قبيلة بذاتها، بل شمل أغلب أنحاء الجزيرة العربية، والعراق، والأردن، وسوريا بقبائلها المختلفة، وهذه هي أهم المناطق التي يقول سكانها الحداء بالطريقة المتعارف عليها.
ج- الامتداد الزمني: جاء عمل المؤلف ممتداً زمنياً لفترة طويلة، فقد رأيت أحديات لفرسان عاشوا في القرن الثاني عشر، وأخرى قيلت في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري، ولكن أغلب الأحديات قيلت في المائة سنة التي تمتد بين عامي 1250-1350هـ.
د- التقصي والدقة: تميز هذا الكتاب بدقة مؤلفه في روايته وذكره للمناسبات، والأخبار، والأشعار، والأنساب، وحرصه على التقصي والتأكد من أصح الروايات).