أحمد الناصر الأحمد
القبض على ومضة الدهشة الخفية.. واستنبات الفكرة المتفردة من تربة خاصة وتحت ظل فكر ووعي خاص بعيداً عن غابات المتشابه من أهم مقومات الشاعر الحقيقي.
إبراهيم السمحان واقتناص - ولا أروع - لنقطة الصفر.. الصرخة الأولى للإنسان في هذه الحياة.. السمحان هنا يتجلّى في تخيّل جميل لليلة مولده بكل ما فيها من ألق وقلق وترقب وفرح في قصيدة متفرّدة ومتجليّة.
(ليلة مولدي) نص يحتاج لقراءة متعمقة وسبر أغوار.. نص انطلق من ليلة الميلاد إلى ما بعدها في رؤى تخيلية فيها عمق ووعي وحكمة واستشراف.
يقول. إبراهيم:
تخيلت ليلة مولدي واحتدام الطلق
دموعي دموع أمي فرح ناس هنوا بي
بكا جدتي مع حمدها الله لحسن الخلق
تعاويذها يوم ادخلت جسمي بثوبي
صراع الأسامي حيرة الوالد اسحب والق
على كيف يختار الاسم تسكب دروبي
شعوري بروح العاطفة غردت بالحلق
وعمر الزهر يرعى على واحة صوبي
- هنا لوحة أخاذة لنقطة البدء بكل ما فيها من تآلفات وتناقضات.. سكون واحتدام.
ويستمرالرصد الواعي.. والهطول الإبداعي والاستشراف الإنساني متدفقاً، حيث يقول:
وكان الزمن لا هو عبوس ولا هو طلق
وانا كنت ازايم مشرق اللون لغروبي
الاشيا الجميله نظرة الخلق نحو الخلق
وتصديقي بعجزي بزوغ اول هروبي
تخيلت واحلام الطفوله خيول بلق
تثير اهتمامات الدمى داخل جيوبي
وحلبت الحياة شطور.. جادت بضيقة خلق
حلبته سحابه ما ملا وبلها كوبي
- في اعتقادي أن هذه القصيدة متفرّدة الفكرة مُشبعة بالأحاسيس المضطرمة والصادقة وقبل ذلك وبعده معبأة بالشعر الإنساني الجميل الذي نبحث عنه ولانجده إلا نادراً.