أحمد الناصر الأحمد
هذا الفاتن الذي تتهافت عليه الجموع ويلتقي في رحابه الأصدقاء والمتخاصمون.. العالمون والمتعالمون.. المثقفون والمتثيقفون!.. الشعراء والمتشاعرون! وكل أطياف وشرائح المجتمع.. هذا الآسر أبو (140) حرفاً فقط لا غير بهر الناس- أغلب الناس - وسحرهم ولم يسلم منه إلا من رحم ربي.. وغواية تويتر لا تقتصر على النشر فقط بل تتجاوز ذلك إلى القفز على القناعات وتخطي المسلمات.. الكثيرون في تويتر يبدأون كتابة قناعاتهم أولاً والبعض منهم يؤكد أنه لن يحيد عنها، لكنه من حيث يدري أو لا يدري ينسلخ منها شيئاً فشيئاً ليذوب في قناعات من حوله ورغبات متابعيه أمام إغراء تضخم رقم من يتابعه.. يسابق الزمن لجذب المتابعين يكتب ما يرضيهم أحياناً وما يستفزهم أحياناً وفي داخله وحش جائع يصرخ تابعوني، أريد أن أفاخر بكم وما علم وهو يتخلى عن قناعاته ومبادئه من اجل هذا السراب انه يطارد وهماً.. أما من يرفع أعداد متابعيه بشراء متابعين وهميين فهو أسوأ حالاً واشد إفلاساً.
اكثر الأدباء والشعراء والمثقفين ساروا مع الركب وانساقوا لغواية الضوء المخادع وتورموا بما يظنونه عافية وتورطوا بارتكاب ما كانوا يصنفونه خطأ.. كل هذا معلوم لمن يرصد المشهد ويتابعه باهتمام.. لكن جناية تويتر على الشعراء.. اقصد الشعراء الشعبيين وأنا أحدهم هو حرمان المتلقي من قصائدهم التي لا تأتي إلا نادراً وان جاءت فهي مجزأة على أكثر من تغريدة بحكم محدودية الحرف عند الفاتن الدكتاتور!.
في تويتر فقدنا القصائد وأصبحنا أسرى الأبيات والمقطوعات.. تويتر هل تعلم أنك أفسدت الكثير من الشعراء والأدباء والمثقفين.. أظنك تعلم..!!؟