د.عبدالعزيز العمر
التعليم هو المخرج المأمون بل والمضمون من أي أزمة تمر بها الأمة..أي أمة. الواقع أن الأمم المتقدمة لا تنتظر حتى تقع الأزمة لكي تبدأ البحث عن مخرج، بل هم يتنبأون بالتغيرات المستقبلية المحتملة، ويعملون على بناء نظام تعليمي فعال يستجيب لتلك التغيرات ويزود الجيل الجديد بالمهارات والمعرفة والقيم التي يحتاجونها لمواجهة تلك التغيرات الجارفة، ولقد تمثلت تلك التغيرات في ظهور مؤشرات توضح أن كثيرًا من المهن التي كانت سائدة قبل عشرين سنة قد اندثرت اليوم، وظهرت في المقابل مهن جديدة تتطلب من الجيل الجديد تعلم واكتساب مهارات وقدرات جديدة.
إن مما يحار المرء في فهمه هو أننا لم نصل بعد إلى الإيمان المطلق بأن التعليم هو الحل الحاسم لمعضلة تخلفنا التنموي، ولو وجد لدينا هذا الايمان لم سمحنا بتمرير اخطاء كثيرة في التعليم، ومن أهم هذه الاخطاء: تسامحنا في جعل مواقع قيادات التعليم كلا مباحًا لمن تنقصهم الكفاءة المهنية والرؤية، عدم الالتزام بمعايير نوعية محددة وواضحة لتقييم أداء قيادات التعليم بمن فيهم المعلمون، لقد ترتب على عدم مصداقية تقويم الأداء عدم مساءلة المعلمين والقيادات التربوية عن أي قصور في أدائهم. لا يمكنك أن تتصور الضرر الذي قد يلحق بالتعليم عندما يعمل منسوبوه في ظل غياب لمعايير الأداء الضابطة لأداء منسوبي التعليم، وفي ظل تقويم مزيف لأداء العاملين، وفي ظل غياب مساءلة المقصرين في أدائهم، وفي ظل عدم وصول الأفراد الاكفاء إلى موقع صنع القرار، وفي ظل عجزنا عن استثمار عوائدنا المالية الكبيرة لبناء نظام تعليمي فعال يغنينا عن النفط.