صيغة الشمري
ليس بغريب أن تغيب الكثير من خيوط الجرائم الجنائية التي تحدث في بلادنا، بسبب عدم اقتناع الجهات الأمنية بوضع كاميرا أمنية وتوزيعها في المنشآت الحكومية والأهلية، وهذا كفيل بأن يقضي على 95% من الجرائم التي تحدث بسبب غياب الرقيب وبالذات الكاميرات الأمنية،
بل أكاد أجزم بأنه سيقضي عليها بشكل نهائي، يحز في النفس أن تقرأ خبر انتحار فتاة من دار رعاية الفتيات بإحدى مناطق المملكة مع عجز وزارة الشؤون الاجتماعية عن معرفة من الذي تسبب في هذه الجريمة النكراء؟!، أراهنكم لن تخرج وزارة الشؤون الاجتماعية بالأسباب الدقيقة جداً التي جعلت الفتاة تكره أن تعيش بيننا وتختار الموت لأنها وجدته أكثر راحة من العيش بيننا، حتى الإجراءات الجزائية البسيطة التي تعمل بها المجتمعات المتحضرة أثناء وقوع مثل هذه الجرائم، التي يكون غياب الرقيب والإهمال أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى وقوع هذه الكارثة، حيث يعرف القاصي والداني أنّ أول هذه الإجراءات هو إقالة كافة الموظفين المسؤولين عن هذه الكارثة بشكل مباشر أو غير مباشر، لأنّ قرار إقالة المسؤولين عند حدوث كوارث في إدارتهم سيكون رادعاً للمسؤولين الذين يأتون بعضهم، مثلما استطعتم أن تنشروا كاميرات ساهر في كل مكان لمراقبة تجاوز السرعة المحددة ولو بشيء بسيط حفاظاً على الأرواح، ضعوا كاميرات ساهر جنائية في كل مكان حفاظاً على الأرواح أيضاً، كثير من الأماكن تحتاج إلى كاميرات أمنية - خصوصاً أنها أصبحت رخيصة الثمن ومتوفرة في كل مكان - حيث يتم وضع أولية لتغطية الأماكن التي تحتاج إلى رقابة مستمرة عبر كاميرات أمنية، مثل السجون ودور الرعاية والمستشفيات، وبالذات المتخصصة بالمرضى النفسيين ودور رعاية المسنين، وإن لم تصدقوا دور تلك الكاميرات الأمنية ودورها في الحد من الجريمة، اسألوا أصحاب الصيدليات والبقالات وغيرها ممن وضع كاميرات أمنية، حيث أظهرت النتائج خلال اليوم الثاني اختفاء السرقات والوجوه المشبوهة، وميزانية نشر هذه الكاميرات الأمنية ليس بالضرورة أن تتكفل بها الدولة بل قد يتم جمعها من جهات تجارية وخيرية، يهمها الحد من الإهمال والجرائم ودعم استقرار المجتمع وبث روح الأمان به، كم هناك سرقة سيارة لم يعرف سارقها؟! كم هناك من جريمة لم يتم التعرف على فاعلها؟! وحسب قناعتي الشخصية أن السبب الرئيس في ذلك هو غياب الكاميرات الأمنية وعدم القناعة التامة بجدواها، يحز في نفسي عندما أرى مبنى من مباني أحد البنوك وقد تم تطويقه بكاميرات أمنية على مدار الساعة، وفي نفس الوقت عندما أرى مبنى من مباني دور الرعاية أو رعاية المسنين ولا يوجد حوله أي كاميرا، وإن وجد فكاميرا واحدة أو اثنتان غير صالحتان للعمل أو بنصف روح ولم تتم صيانتهما منذ سوات!