صيغة الشمري
يستغرب المواطن السعودي ضعف الكثير من الخدمات التي يحتاج إليها، وكأن المسؤول عن هذه الخدمات لا يعلم شيئاً، مع علم هذا المسؤول بأن الأغلبية من المواطنين غير راضين عن خدمات أو أداء وزارته وكأنه مسؤول في وزارة أخرى يتجاهل مع سبق الإصرار والترصد بطريقة تثير الاستفزاز، مثلاً أنا كمواطنة ولست مسؤولة في (النقل) أستطيع أن أعرف ما هي التقاطعات أو الطرق التي تسببت بالكثير من الحوادث المميتة..
..وأكاد أقسم أني أملك القدرة على تحديدها على خريطة الوطن لأقرب خمسة أمتار ثم أضع لها خطة علاج نهائية تجعل المواطنين يدعون لي بالتوفيق ويبنون معي علاقة وطنية وقودها المحبة الحقيقية؛ لأن المواطن يملك من الوعي والإدراك الذي يمكّنه من معرفة المسؤول المخلص الذي يعمل من أجله لا من أجل نفسه، نعرف أن بعض المسؤولين قد تحمّلوا على عاتقهم مسؤولية جسيمة ومهولة أكبر من قدراته وقدرات وزارته ينطبق عليه المثل العامي (الشق أكبر من الرقعة)، نحن لسنا مجتمعاً يصنع أفراداً يعشقون العمل والتفاني في خدمة مجتمعهم، لم يستطع مجتمعنا صناعة الكثير من المسؤولين منكري الذات المتفانين بخدمة مجتمعهم وأمتهم من دافع وطني وديني بحت، المسؤولون عن النقل في بلادنا أفنوا أعمارنا الجميلة في دعم السياحة الأوروبية والعالمية، لم يتركوا بلداً من بلدان العالم لم يصرفوا فيه آلاف الدولارات كسائح درجة أولى، لم يجرح كرامة أحد منهم كيف هي جودة الطرقات في جميع مدن العالم، عدا طرقاتنا، لم يجرح كرامتهم الطرفة المتداولة من عشرات السنين والتي تقول إن اليابان قامت بوضع مطب صناعي في الشارع الذي أمام السفارة السعودية في اليابان ظناً منهم أن المطبات الصناعية جزءٌ من عاداتنا وتقاليدنا، ألا تتحرك حمية المسؤول في وزارة النقل عندما يجد في كل بلد يذهب سائحاً إليها أن وسائل النقل المتعدّدة موجودة في تلك البلدان منذ عشرات السنين وفي بلادنا تكاد تكون من المستحيلات التي لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع، كيف يشعر المسؤول في الصحة أو البلدية أو غيرها عندما يتمشى في الأسواق الأوروبية ويجد اختلافاً كبيراً بين جودة الأغذية أو الأدوية، في أوروبا بالكاد تجد صيدلية ولدينا في الشارع الواحد تجد عشرات الصيدليات، رغم أنهم يسافرون على حساب الدولة في رحلات مجانية إلا أنهم لا يردون الجميل لها ولا تتحرك غيرتهم من غياب الخدمات الموجودة في أفقر بلدان سياحية زاروها كسياح في رحلات سياحية من ميزانية الوطن!