عبد الاله بن سعود السعدون
الشعب السوري الشقيق تعرض لأفظع مأساة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية تحملوا صنوف الظلم والتسلط والتهجير والتعرض لهجمات وحشية من قبل جيشه الوطني الذي كان من واجبه الأساسي الدفاع عن الوطن والمواطن إلا أن الدكتاتور الصغير حوله إلى مليشية طائفية علوية متخصصة في قتل شعبنا السوري الكريم باقتحام مدرعاته ودباباته الأحياء السكنية وإطلاق الصواريخ بعشوائية على المنازل والمؤسسات العامة بوحشية منتقمة مؤكداً هذا الاعتداء اللاإنساني القصف المستمر من طائرات النظام بأسلحة ممنوعة دولياً من البراميل المسمارية والكيمياوية هدية ملالي إيران للشعب السوري العربي....
ومع المساعي العربية والإقليمية لإنقاذ الثوار السوريين من ظلم وهمجية نظام الدكتاتور الصغير المتمسك بالكرسي حتى لو كانت أرضيته جماجم كل الشعب العربي السوري -لا سمح الله- وإصراره على البقاء هو وعصابته الإرهابية وكان معتمداً على التأييد الإيراني الروسي وقد نجح الجهد العربي المشترك بفكفكة الترابط الإيراني الروسي السوري واختراقه مع الجانب الروسي وهو الأقوى تأثيراً لاقتناع الرئيس بوتين بالعرض العربي لحل الأزمة السورية سلمياً وبدون رئاسة الأسد للنظام الجديد ورحيله عن التراب السوري يأتي الجهد الروسي بعرض مبادرة جديدة لتحقيق الحل السلمي في سوريا... وقد كان للقاءات المستمرة لممثلي الحركات الوطنية السوريين لموسكو تأثيرها الإيجابي ومصارحة الرئيس بوتين بالمحافظة على العلاقات المميزة بين دمشق وموسكو مع احترام كل المواثيق والاتفاقات الثنائية بين البلدين بما يضمن المصالح الروسية واحترامها من قبل العهد الجديد الذي سيتشكل من القوى الوطنية السورية بعد رحيل بشار الأسد......
وشكلت الزيارة التاريخية التي قام بها قطب عال من القيادة السعودية الشابة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اللبنة الأساسية في بناء علاقات عربية روسية على أساس الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح العليا لكلا الأمتين الروسية والعربية وبينت للعالم كله كمؤشر حي لاستقلالية القرار العربي السعودي بكسر قاعدة الاعتماد على مصدر واحد لتسليح قواتنا المسلحة الباسلة واتباع سياسة جديدة في تنويع مصادر التسليح الحديث، وتأكيداً لذلك تأتي صفقات الأسلحة النوعية المتطورة والتي تم الاتفاق عليها مع الجانب الروسي وتسخير كل تحرك دبلوماسي سعودي نحو اتجاه مصالح ومنافع الشعب والوطن السعودي والعربي وبتوازن واضح في مجال العلاقات الدولية وأثمرت هذه الزيارة المباركة نتائج مميزة أذهلت الصديق قبل العدو جاء ذلك بوضوح كمؤشر لأهميتها من تعليقات وتحليل مراكز الإعلام الأمريكية والأوروبية وهناك أيضاً في جوارنا الإقليمي العديد ممن كانوا يراهنون على الانفراد بعلاقة الصداقة مع روسيا الاتحادية وأركز بالإشارة على النظام الإيراني وتابعه نظام بشار الأسد، واليوم تأتي زيارة ثلاثة زعماء كبارعرب لموسكولرسم المراحل النهائية لما بدأه أميرنا الشاب محمد بن سلمان للتحول الروسي بشأن قضية الشعب العربي السوري وليمسح بوتين التعابير المحرجة له ولروسيا أمام شعبه والمجتمع الدولي بتأييده لدكتاتور شرد وقتل أكثر من مليون سوري بأفظع الأساليب الوحشية، ومن الواضح من الإعلام الروسي أن هناك توافقا بين القرار الروسي مع الإيراني نحو تأييد مبادرة السلام الروسية التي أقلقت بشار الأسد وأفقدته توازنه، وبدا ذلك واضحاً عليه أثناء مقابلة صحفية معه مؤخراًً والزيارة الثلاثية التي اجتمعت في موسكو ليس بطريق الصدفة أو غلط بتنظيم الزيارات من قبل المسؤولين في التشريفات الرئاسية الروسية بل هدفها تلاقي مساعي الرئيس عبدالفتاح السيسي وشقيقيه الملك عبدالله الثاني والشيخ محمد بن زايد لبلورة مشروع مشترك للحل السلمي لقضية الشعب العربي السوري تكون أركانه الأربعة المملكة العربية السعودية ومصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق السلام في ربوع الشقيقة سوريا التي شاركناها آلام شعبها الصابر طيلة سنين جهاده ضد الظلم وتسلط الدكتاتورية، وهذا الشعب الأبي الذي قدم التضحيات والدم لن يتنازل عن حقوقه وشعاره الشهادة من أجل الوطن أو اليش بكرامة وعزة كما كان نهجه التاريخي ويعرف به طول مسيرته الوطنية وأثبت أنه حفيد عمر بن عبدالعزيز وصلاح الدين الأيوبي بإعلان دمشق عصيانها المسلح ضد العصابة المرتزقة بشار وزبانيته والذين رهنوا بلاد الشام للفرس وحزب الله الإيراني.
تباشير الأمل قادمة لتعيد السلام والأمن للشقيقة سوريا وشعبها الثائر الذي قدم الثمن الغالي دماً طاهراً لكسب النصر والعودة الكريمة للوطن االعزيز سوريا المحررة من أوغاد النظام الأسدي المرتزق وسيمرح أطفال سوريا بمروجها الخضراء بأحضان بردى والعاصي والفرات وتبقى ذكرى مأساة التهجير والغربة ذكرى محفزة في نفوس الجميع لإعادة بناء وتعمير ما خربته العصابة الأسدية وتعود سوريا للبيت العربي وشعبها أكثر قوة مستعيداً حريته واستقلاله حاملاً أغصان زيتون السلام والأمن والتنمية بإذن الله.