جاسر عبدالعزيز الجاسر
قبل عام أو أقل بقليل أُعيد مواطن سعودي من مطار دبي، بعد أن أخطأ موظف الجوازات واعتبره شخصاً ممنوعاً من دخول دولة الإمارات العربية.
طبعاً التعامل كان حضارياً، وتركَ لذلك المواطن حرية التّحرك داخل المطار وانتظار الرحلة التي ستعيده إلى بلده بعد الاحتفاظ بجواز سفره، وبعد عودته إلى الرياض، كتب ذلك المواطن في «تويتر» قصة منعه من دخول دبي دون سبب، ويُعتقد أن موظف الجوازات قد خلط بين اسمه واسم أحد الممنوعين أو أنه قد اشتبه عليه.
الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي في ذلك الوقت قرأ ما كتبه المواطن السعودي، ففتح تحقيقاً وتقصّى عن الحادثة، فوجد أن الموظف الإماراتي قد أخطأ بحق المواطن السعودي.
لم يدفن الفريق ضاحي رأسه في الرمال، ويبحث عن مبررات لفعل الموظف المخطئ، بل بادرَ للاتصال بالمواطن السعودي وقدم له اعتذاره شخصياً واعتذار إمارة دبي عن الواقعة، وقدم له دعوة مفتوحة لزيارة دبي مع تذكرة سفر بالدرجة الأولى على خطوط الإمارات وإقامة في أرقى فنادق الإمارة، ولم يكتفِ بذلك بل كتب في «تويتر» اعتذاراً للمواطن السعودي.
هذا التصرف الحضاري، ومثله الكثير من التصرفات الراقية هي التي جعلت من دبي طبعاً، بالإضافة إلى ما تملكه من مقومات سياحية متقدمة، مقصداً لجميع السياح من كافة أنحاء العالم، ومنهم طبعاً السعوديون الذين يُعاملون مثل غيرهم بأفضل الأساليب والطرق التي تُحبب الزائرين والسياح الذين يزورونهم.
تذكرت هذه الواقعة بعد حادثة الاعتداء على العائلة السعودية في مطار إسطنبول من قِبل موظف الجوازات بسبب خطأ امرأة سعودية لا تقرأ التركية، ولا الإنجليزية للتنبيه الذي يرى ذلك الموظف أنها خرقته، وتجاوزت التعليمات التي تمنع الوقوف في المكان المخصص لأصحاب الاحتياجات الخاصة.
الحادثة صُوّرت ونُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، والصور أظهرت اعتداء موظف الجوازات التركي والذي انضم إليه زملاؤه في العمل بالاعتداء على المرأة السعودية وأولادها، وعلى مرأى من الجميع، وكما أظهرته صور الفيديوهات التي تداولتها المواقع، ووضعت القيود في أيديهم مع سيل من الصراخ والشتم، كل هذا أظهرته الصور، ولذلك لا مجال للتبريرات وأقوال مستشار رئيس وزراء تركيا الذي قال إنهم يُعاملون السياح السعوديين وباقي السياح الآخرين باحترام، فيما الصور تقول عكس ذلك، كما أنه كيف يحق لموظفي الجوازات وشرطة مطار إسطنبول ترحيل عائلة مكونة من سبعة أشخاص لمجرد اختلاف على الوقوف في مكان مخصص لفئة معينة، كما أنه كيف يُسمح لرجال الشرطة وموظفي الجوازات الاعتداء على مواطنين من بلد آخر، وتُوضع القيود في أيديهم، ويرحلون منتهكي الكرامة، ومحاطين بترهيب من رجال الشرطة.
والسؤال الموجه لمستشار رئيس الحكومة التركية هو: هل «هل تجرؤ شرطة تركيا وموظفو الجوازات لديكم على التعامل مع المسافرين الأمريكيين والأوروبيين والإسرائيليين كتعاملهم مع السعوديين والخليجيين؟!».