فهد بن جليد
السؤال يبدو مُستفزاً لمعظم من طرحته عليهم؟ على اعتبار أنه (عيب)، أو (يُنقص من الرجولة)، ولا أعرف من أين أتينا بهذه المعادلة في ثقافتنا؟ ومن قعّد لها أصلاً؟!.
في خبر غريب جداً، أعلنت القناة البريطانية الرابعة، يوم أمس الأول (الأربعاء) تقديمها أحدث موضة عالمية (للولادة الطبيعية) للمشاهدين، بعد نشرها فيديو استعانت فيه امرأة من (هاوي) بالدلفين (كقابلة وحاضنة) أثناء الولادة في حوض سباحة!!.
التجربة تخضع لها الآن 38 امرأة حامل، وستخرج نتائجها خلال الشهرين القادمين، بل إن المسلسل البريطاني الشهير ( (Katie قرر استخدام الدلافين (كقابلة) في حلقاته المُقبلة!.
علاقتنا كأزواج مع (غرفة الولادة) تحتاج تقييم، وإعادة نظر، لفهم الدور الذي يجب أن يقوم به (الزوج) في مثل هذه اللحظات التاريخية من عُمر الأسرة،والتي لن تنساها (الزوجة ) بحسب الخبراء النفسانيين، برأيي - جزء من اللوم - هنا يقع على (البيئة الطاردة) في أقسام الولادة بكثرة الإرشادات على طريقة (ممنوع الانتظار)، و(يمكن الذهاب والمتابعة عبر تحويلة القسم) إلخ!!.
إذا - قدر الله عليك - و مررت بجوار (قسم الولادة) ولو عن طريق الخطأ، فإنك ستشعر (بحزن شديد) للمَشاهد، والمواقف التي ستفهمها من تلقاء نفسك ، بمجرد أن ترى أحدهم وهو (متلطم) بوضعه طرف شماغه على وجهه، حتى لا تُعرف ملامحه، أو بعض (الأزواج) الذين يعيشون التجربة للمرة الأولى، بلا دعم نفسي، أو استشارة، هذا ما نشاهده خارج (غرفة الولادة)، أما ما تتعرض له الأم في الداخل، فتلك حكاية أخرى؟!.
المُتعارف عليه أن معظم الأزواج يفضلون (الانسحاب التكتيكي) من الموقف بهدوء، وترك الزوجة تواجه مصيرها لوحدها، أعتقد أن هذا الأمر يجب أن يتغير، ويجب أن تساهم مُستشفياتنا في إتاحة الفرصة للأب ليتواجد بجوار زوجته في هذا اللحظة العصيبة!.
هذا الأسبوع نشر الفنان المصري (أحمد زاهر) صور زوجته وهي في غرفة الولادة ليشاركه متابعوه عبر الفيس بوك هذه اللحظات الأبوية الحانية بقدوم (طفلته الرابعة)!!.
نحن لا نريد (دلافين)، ولا التقاط (سلفي) في غرفة الولادة، كل ما نبحث عنه بيئة (أكثر رومانسية) تتفهم مُتطلبات الأزواج في هذه المواقف؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.