سعد الدوسري
في نهائيات دوري كرة القدم، بدأنا نلحظ ظاهرة جديدة، وهي إحضار اللاعبين لأمهاتهم أو لزوجاتهم أو لأطفالهم، لكي يشاركوهم فرحة التتويج باللقب، مما يزيد بلا شك بهجة الحفل وعدد المتابعين له.
المبدأ في هذه الحالة، هو أنّ الأم أو الزوجة أو الأطفال، ساهموا في صنع مجد اللاعب، ومن حقهم أن يتواجدوا في حفل التتويج، كعرفان لهم بهذا الدور.
هناك بعض الحالات الاستثنائية المحلية التي تابعنا فيها حضور أمهات في حفلات تخص أبنائهم، كحفلات افتتاح مشاريع أو حفلات توقيع كتب أو حفلات تخرُّج، فلماذا نعتبرها استثناءً، والوفاء للأمهات هو القاعدة الإسلامية؟! هل لأنّ العادات طغت على الدين، وأنّ ما يبيحه الشرع، يحرمه المجتمع؟! أذكر أنّ أحد الكتّاب المكرّمين، طلب أن تحضر معه أمه زوجته لحفل تكريمه الذي سيرعاه وزير الثقافة والإعلام وسيحضره مثقفون وإعلاميون، لكن رئيس اللجنة التنظيمية التابعة للوزارة، تحفّظ على هذا الطلب. فإذا كان هذا هو موقف وزارة الإعلام، فماذا سيكون موقف المؤسسات المعنية بالرياضة، لو أراد لاعب أن يصطحب والدته للملعب، ليقول لها:
- شكراً.
وليجعلها تشاركه فرحة التتويج.
أنا هنا أطرح أسئلة، لمجرّد طرح الأسئلة. إنها محاولة لرصد ما يمكن أن نقبله ونفرح به من سلوك يسلكه الآخرون، وما نرفضه في نفس الوقت. نحن نقول لمن يبادر بهذا العمل في أوروبا:
- برافو عليكم، ما أوفاكم لأفراد عائلتكم.
وحين يبادر أحد بنفس العمل هنا، نقول له:
- عيب عليك!